التقينا في حديقة عامة ...
لأننا مذ رحلت ، وملجأنا اجتماعات الآخرين ..
كانت حديقة مُسنة بجسد مجعد مغمورة بالعتمة ...
أولاد يلعبون تحت نظر أمهات تنتظر رحيق الأنوثة ..
رجال ينفثون إثارة معجونة بعبق التبغ
وكأنه دليل على موت الأمنيات !
نظر إليهم نظرة عزاء ، تنهد ، نظر إلي قائلاً :
أتعلمين كلهم ميتون ..
أجبته بِ تهكُّم : أنا مثلهم ! عش أنت فقط هذا الأهم .
- إنهم بلا حياة وأنت لا تشبهينهم ..
ببساطة لإنَّكِ " أنتِ الحياة "
- ومالحياة كما تراها ؟
- لا أحب الرتابة كلهم " نعم "
- حسناً .. وأنا كنت معك دائماً أقول " نعم "
- مذ عرفتك ِ .. وأنتِ ( لا ) ..
يــــــــــــالله ..!
- سترحلين أعلم .
سأفعل الحياة بعدك ،
سأسعى لأكون أكبر سلّة مهملات تتسع لكل بغيض ،
وسأحتفل بوجودك دوماً .. حتماً سأحتفل ،
سأُخْرجكِ من أعماقي كالرغبة
لتجلسين على أفق نظفته لأجلكِ
وتبتسمين لـ تكون
( الحياة ) .