منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - وجدتها وجدتها !!
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-03-2009, 04:41 PM   #1
فهد دوحان
( شاعر )

الصورة الرمزية فهد دوحان

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 16

فهد دوحان غير متواجد حاليا

افتراضي وجدتها وجدتها !!



:

النخبة من هم ؟ وأين هم ؟ أولئك الذين نطريهم دائما وغالبا ما نوميء إليهم تصريحا في بعض المرات وتلميحا أحيانا أخرى
مشكلتنا نحن ( بتوع الحداثة والشعر الجديد كما كان يطلق علينا من سنوات طويلة ) وأشير وأصر على المبدعين الحقيقيين ممن برعوا أولاً وتفردوا وتفوقوا بكتابة القصيدة العمودية النبطية والجديدة بمنتهى الاقتدار حتى لاتلحقهم تهمة اوشبهة عجز كما يشير بعض العجزة ممن يثير مثل هذه التهم في الوقت الذي عجز فيه حتى بمجاراتهم بالمجال الذي يظن انه ابدع فيه ، ومن ثم ذهبت بهم أقدارهم وطموحاتهم وأفكارهم وأحلامهم وقراءاتهم لأبعد من مجرد قصيدة يصفق لها الجمهور ثم ينفض المولد !!

وكما أقول دائما وذكرت في أكثر من لقاء وكتابة إن أحد مشاكلنا الكبرى هي أننا نفكر بفصحى ونكتب بعامية!!
ولذلك نشعر بفجوة بين مانفكر به ونكتبه من جهة ، وبين المتلقي بالطرف الآخر،وهذا ليس مدعاة فخر ولا استعلاء على الآخر لاسمح الله حيث لامكان للفخر بل مدعاة قلق وأمر يدعو إلى التفكير بمنطقية وجدية حول جدوى الكتابة العامية الجديدة والتي نطلق عليها حديثة مجازا ، التي لاتلامس قلوب البسطاء من الناس الذين يشكلون السواد الأعظم من القراء والمتابعين .

فهل على الشاعر العامي المجدد الذي قرأ الشعر العربي منذ جاهليته إلى عصوره المتأخرة وصادف آلاف الشعراء والقصائد والتجارب المختلفة كما يجب ، وعرف عن الشعر النبطي وشعرائه مالم يعرفه إلا المهتمون وأهل البحث والأدب وكتب عنه وله تمجيدا وتقديرا وحبا به وبنجومه المضيئة ممن كان لأكثرهم الفضل في تدوين وتأريخ الأحداث والأسماء ، وجعلوا من مادة الشعر وطنا عظيما يجتمع حوله وفيه اصغر الرعاة وأعظم العشاق واكبر الحكام ، واطلع على التجارب العامية العربية ، هل عليه أن يقف دون هدفه النبيل الذي ينشد من خلاله الشعر الجيد الجديد المتفرد بذاته الذي يوافق حالة العصر الذي يعيشه بكل متناقضاته و تعقيداته بسلبياته وايجابياته من اجل قارئ يهتم بشعر غزلي خفيف ورنان ومدح رخيص وصراخ وعويل تكون أقصى غاياته إضحاك الجمهور وإدخال البهجة والفرفشة إلى قلبه الذي لايعي الحقيقة المتمثلة بضحك نوعية أولئك الشعراء عليهم ؟!!

أنا حقيقة لاأزال اطرح على نفسي هذا السؤال المقلق منذ اكثر من عشرين عاما منذ تاريخ أول نص شعري حديث حقيقي كتبته بعنوان ( حنظلة ) وكانت قصيدة لاأقول أنها مرثاة بل أقول كم قلت حينها أنها ( مغناة ) لناجي العلي الفنان الكاريكاتوري الفلسطيني الكبير الذي طالته يد الغدر في منفاه في لندن ومات في 29 أغسطس 1987 .

ومنذ تلك السنوات البعيدة ولا أدري أين هو الصواب لان الصواب ليس دائما ما اعتقده وليس العكس دائما صحيح أيضا !ولذلك تبقى مسألة الشعر شائكة حتى في ابسط حالاته ومعقدة في حالاته البسيطة كذلك وهنا تكمن جزئية – ربما إشكالية كبيرة جدا هامة بشكل كبير أيضا تتمثل في أننا في حالاتنا الإنسانية العادية وربما الصعبة والمواقف الإنسانية التي نتعرض لها غالبا مايتذكر الموجوع الشعر الذي يتحدث عنه فالغريب يبحث عن تنهيدة شعر تمسح على رأس قلبه الممتلئ بالغياب ، والعاشق عن قصيدة تتحدث عن لهفته عن حزنه عن شوقه وصبابته ، والأم والأب عن لوعتهما بفراق ابن أو ابنة والشيخ الكبير عن الحكمة والموعظة الحسنة وووو ... الخ .

اعترف وبمنتهى الشجاعة أن كثيرا من الشعر الحديث الذي نكتبه لايلامس القلوب بقدر ملامسته العقول وهذا في أفضل حالاته لدى المبدع ، فكيف يستطيع قلق الشاعر أن يتوقف وان يتمكن الشاعر من حل هذا اللغز الكبير والموجع والذي ربما بحل بعضه تفتح في وجهه أبواب التشتت على مصاريعها !
فالقصة طويلة والحكاية لاتنتهي بمجرد قصيدة أو باكتشاف سريع على شاكلة : ( وجدتها وجدتها ) !!

 


التعديل الأخير تم بواسطة فهد دوحان ; 11-03-2009 الساعة 04:44 PM.

فهد دوحان غير متصل   رد مع اقتباس