كـــ .. النخيل
كَكل الأيَام في إجَازتي
صَحُوتُ بَاكراً .. الكُل مازالَ سَريرُه يُغرِيهُ بِالبَقاء فِيه
نَافِذتي تُطِلُ عَلى السَاحَة الخَلفِية للبَيت
هُناك نَخْلاتُ أُمي
.
.
عند أوِل دُخول لَنا للبَيت أخَذَها أبي إلى هُناك
قَائلا: هَذِه نَخْلاتك : خْلاصْ وبَرحِي وشِيشي
ما شيّ مِثل الشِيشي .. أجَابتهُ مُبتَسِمة
ما شَيّ غِير الخْلاصْ إجَابَته الدَائِمة رَدَدها لَها وهُما يَسيران إلى الزَاويَة الغَربية
إلى شَجَرة الحِناء التي زَرعَها لَها أيضا...
ولكِنه اقْتلعَها حِين سَفَرنا خِلال صَيفٍ قَادِم ليَزرَع لَها مَكانَها نَخلةً أُخرى
أذْكرُها حِين غَضِبت لشَهرٍ كَامل على شَجَرة الحِناء
أنْتَ زَرعَتها .. ولَكنَها لِي الآن
كَان يَضْحك كَعَادةْ الرِجَال عِندما يَقرَؤون جُنونَنا الصَغِير نَحنُ النِساء عَليهم .. بهم .. لهم
زَرعتُ لك مَكانَها نَخلة .. نَخلة .. نَخلةْ بَرحِي قَالَها لَها مُبتَسماً ليَزرَع إبْتسَامَتها
التي كُلما رَآها يَبتَسِم
تَهْمسْ لنَفسِها: ما شيّ يُنافِس النَخِيل حُبًا عِندك
هَمسَ وهُو يُغادرُا: إلا أنتِ
لم يَسمَعهُ غَيري
فَقد كُنتُ وَاقفةً عِند مَدخل الغُرفة وهُو خَارج منها مُبتسِماً كَعادَته التي أُحبُها
.
.
سَنواتْ كَثيرةٌ مَرت مُنذُ ذَلك الوَقت
اليوم
نَخلاتُ أُمي فِي السَاحة الخَلفية تُطاولُ البِناء .. أحْداهَا قَريبَةٌ إلى شُرفَة غُرفَتي
كُلما أطُل عَليها .. أبْتسِم لأنَها تَشبهُنا
كَبرُتْ مُثلُنا
بِحنانِـ أُمي ـها