الإحباط
هو أن تحاول .. وتحاول ... ولا تنجح
أن يعقد الفشل معاهدة مع كل ما تريد أن تحققه ... ولا تصادف إلا الفشل
أن تعمل وتعمل وتعمل .. ولا تحقق ما تعمل من أجله
أن تخلو يديك من أية محاولة أخرى
وأن تفقد الأمل في أن تحقق ما تريده
وأن تمل المحاولات الفاشلة
وأن تنزوي هناك
وأن تموت الأحلام والأفكار بــ داخلك
وأن تنام الهمم
وأن تشعر بـــ الحزن والفشل يحيط بــ عالمك كله
وأن تتوقف عن المحاولات الفاشلة
وأن تفقد القدرة على البدء من جديد
الإحباط
أن تقف في وسط الطريق
وبعد عدد كبير من المحاولات
تكتشف أنك لم تحصل على ما تريد بــ الصورة التي تريدها
وتشعر بــ العجز في أن تحقق ما تريد
فــ تتوقف
أنا وأنت وأنتم جميعا نكرهُ الفشل لأنه يبعدنا عن النجاح
والأهم أنه ربما يرغمنا على الإحباط.
الإحباط
ربما يصيبنا في عملِنا أو حبنا أو أُسرنا أو أولادِنا أو حكوماتِنا أو العالم بــ أسرهِ.
الإحباط .. مرض قاتل إذا لم ننتبه لــ وجوده ولم نبدأ بــ التطعيم والحماية منه
فإنه ســ يمنعنا حتى من الحلم .. لأنه يقتل كل الآمال وكل المحاولات.. ويمنعنا من الحلم أو محاولة تحقيقه.
في القديم قالوا ..
أول درجات النجاح ... هو الفشل
وأنا أقول .. أول درجات النجاح .. هو المحاولات الفاشلة.
ولكن الأهم من تعريف الإحباط ومن الشعور به هو كيفية التخلص منه أو كيفية منع أنفسنا من الوصول إليه , وهذا يمر بــ عدة مراحل من التفكير مع الذات:
الإيمان بالله أولا .. فما أخطأكَ ما كان لــ يصيبك .. وما أصابك ما كان لــ يخطأك إلا بإذن الله.
ثم يأتي دورنا نحن والإيمان بقدراتنا الداخلية, فإن هناك قدرات وأفكار عظيمة في داخل كل واحد منا .. لم نكتشفها ونعتقد أننا استنزفناها ولم يبقى منها شئ , ولكن هناك دائما قدرات كامنة داخل الإنسان تلمع وتبرز عندما يحتاجها وإذا أراد هو أن يجدها. والأهم أن ننظر لــ هذه القدرات بــ شيء من الواقعية
وهل هي فعلا تتناسب مع ما نريد تحقيقه من أحلام وأهداف؟
ثم يأتي دور الهدف أو ما نريد تحقيقه ..
هل حقيقة هو ما نريد؟
هل يستحق منا كل هذا التعب وكل هذه المحاولات ؟
هل من الممكن أن نتخلى عنه ؟
هل وجوده في عالمنا أو إيجاده في عالمنا مهم ؟
وعندما ننظر الى المحاولات الفاشلة التي نعتقد أنها أوصلتنا إلى الإحباط , يجب أن تكون إيجابية التفكير هي الدافع في هذه النظرة , فـــ لننسى الهدف الأساسي الذي أُحبطنا في تحقيقه ولــ نفكر ماذا كسبنا من هذه المحاولات الفاشلة؟ كم كان عددها؟ وما نوعيتها ؟ وهل كانت كلها تخدم طرف ووجهة نظر واحدة؟ والأهم : ما هي أسباب فشل هذه المحاولات ؟ وهل من الممكن التغلب على هذه الأسباب ؟ وكيف؟
و يأتي دور الآخرين
تكلم عن إحباطك ودع الآخرين يشاركونك في شعورك بــ الإحباط والفشل.
تكلم بــ صوت عالي .. عن شعورك .. عن محاولاتك .. عن حلمك في أن تحقق ما تريد .. عن يأسك وفشلك في تحقيقه.
فــ المشاركة من أهم العوامل التي تجعلك ترى وتعي قدرتك على المحاولة من جديد. وهي سوف تُسمعك جوانب لم تراها أنت في محاولاتك الفاشلة , وتُريك الجوانب الأخرى التي أغفلتها في محاولاتك السابقة.
ولكن من المهم أن تختار من يشاركك هذا الحديث بــ صورة جيدة
لــ يكن صديق يهمه أن تكون سعيدا أو أسرة تشاركك كل همومك وتستطيع أن ترى قدراتك أو أستاذ ناصح سوف يريك كيفية الاستفادة من وقتك ومن قدراتك وآخرين أن تعرفهم حرصهم وحبهم لك أكثر من غيرك..
مع أمنياتي بــ أهداف وأحلام جميلة ومُحققة 