الأدب –الحرية – السياسة
نحن كــ بشر نملكُ حرية خاصة بنا وهي حرية التفكير. أمارسها أنا وتمارسها أنت ويمارسها الجميع. فــ نحن نبحرُ في تفكيرنا كما نشاء دون ضوابط أو حدود.
وأجمل ما في هذه الحرية هو أنه لا يملك أحدٌ السلطةَ لـــ منعها أو الاطلاع عليها أو مناقشتها, فما يدور في رأسك لا أعرفه ولا أملك أنا أو أي شخص القدرة على معرفته أو مناقشته أو رفضه أو قبوله, وتملك أنت وأنا وأنتم جميعا حرية التفكير هذه وحقيقة نحن نستمتع بها جدا ونبحر بها كثيرا.
وعندما نأتي لــ الأدب فإننا ننتقل من حرية التفكير إلى حرية التعبير, فـــ نتحول من حرية شخصية إلى حرية مشتركة ونعبر من خلال حرية التعبير عن حرية التفكير بــ طريقة الحروف الهجائية إما قولا أو كتابة. وهذه الحرية تمنحُ الأخرين أيضا حرية التفاعل تجاه حريتنا التعبيرية. فهم يملكون حرية رفضها أو قبولها أو مناقشتها ويملكون حرية تجاهلها أيضا!
وإننا عندما نتحول من حرية التفكير إلى حرية التعبير فــ إننا نسمح للأخرين بــ امتلاك حرية التعبير فــ يمارسوها تجاه ما عبرنا نحن عنه من حرية تفكير, وبــ ذلك تصبح لديهم حرية التعبير عن حرية فكرهم هم أيضا.
أقول: الحب سياسة .. والأسرة سياسة .. واشتراكي في هذا المنتدى سياسة .. وكتابتي لهذا الموضوع سياسة .. والأدب الذي تحبونه وتجيدونه هو قمة السياسة .. إذا السياسة = كل شئ
وعندما أمارس حرية التفكير وأملك حرية التعبير عنها فــ إنني أسيس أفكاري بــ كلمات وأستعمل السياسة فــ أصل إلى هدفي أدبا راقيا بــ سياسة الكلمة وفي ذات الوقت أنا أمنح الآخرين نفس الحقوق لــ ممارسة نفس الحريات ولأستخدام سياسة الكلمة لــ يصنعوا لهم أدبا خاصا يعبر عن أفكارهم الحرة أيضا, وبــ مجرد تحولي من حرية التفكير إلى حرية التعبير فإنه يصبح الجميع يملك حرية التعبير والتعليق على أفكاري المكتوبة او المقرؤه المعلنة.فــ إما أنهم يعارضوها أو يؤيدوها أو يضيفوا إليهاأو يمروا مرور الكرام بها وبــ ي.
أتساءل ...
كم هي مساحة حرية التفكير وحرية التعبير التي نمتلكها في كتاباتنا؟
وبـــ المقابل ما هي مساحة حرية التعبير لدى من يقرؤها لـــ يعبر عن حرية تفكيره أمام حرية تعبيرنا؟!