منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - كيف ماتت أحلامُنا
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-01-2009, 11:35 PM   #11
حياه
( كاتبة )

الصورة الرمزية حياه

 







 

 مواضيع العضو
 
0 شريان ثائر ..
0 وأخيرا
0 هاربة ..
0 تَجميل وَ لكن !

معدل تقييم المستوى: 20

حياه سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية

افتراضي


..
3-
فِي اليوم التالي تجهز الجَميع لزواج أمل .. وخرج من المنزل أربع فتيات
يتفجر النور مابين أعينهن أملا ً لأن يجدن طَريقهُن المُترامِي
بِ جَنتين وَ بالأفراح وَ بِدموع أمهن الممتلئة شفتيها بتهاليل ودعوات لأن يبتسم لهن الحظ ..
وَصلنا لقاعة الاحتفالات وَ الأجواء مشحونة فرح وأهازيج وبِ ألوان مُتداخلة
وصوت المُطربة يعلو بالمكان صدى ..
كل تلك الحركة وَ الضجة والصبايا وأمهاتهن وَ الكحل والعدسة الرمَادية التي بعيني
قد تكون أجواء تشتهيني حتى أقيم عزاءْ داخلي بيني دون سماعي !

ينتهي زواج أمل ونترك الضجر على أوجه المُستخدمات كيف عبثنا بالمَكان و امتلأ
بِ ورد ممزوج بِ قطع مناديل مُرهمة بالدمع والكحل الأسود .. !
وَ لايزال أول منديل أحمله بيدي رُغم جفافه فأنا لم أعبث بشيء على الإطلاق
سوى أنني لا أزال أحمل حمق و أنني مُتمسكة بهذه الليلة حتى لا يغتصبُها النهار
ونرحل عن المدينة التِي تسكنها عيناك دون أن أطعنُها بسؤلي !

وَ نحنُ بالطريق لمنزل خالتِي يَرُد والدي على هاتفه المحمول الذي قد تعب
من تواليه على الرنّات ..
: مع إننا نبي نرجع الصباح لكن نجيكم على الغداء بكرا إن شاءالله ..

كانت هذه الدعوة المُفاجئة قد أحْيَتْ بداخلي المَدفون لك أملاً أن أركنه لديك
حتى ترى وابل لياليك ماذا صَنعت لي وَ ماذا فعلت عيناك بي أيَّها الصَّمت المؤلمْ !!
أريد أن أزيدك عِتابا ً لِمَ كان قبل عيد الحج الفائت أتت رسالة مِنكْ قرأتها وَ مسحتها
فِي صندوق الوارد لِ هاتف والدي المحمول ..
كيف صَنعتَ لك منها ألف هروبْ و انسحاب إلى الآن لا أدرك سببه،
:[ عِندمَا تَعجز النفس أن ترتوي من روح سكنت روحها وَ هي تشتاق ولكن!
بصمت مؤلمْ
...]
رُغم أنني حينُها لم أعي مكنونهَا وما سِرُّها المركول بعري مُخيف يَسلبُنِي فَرحتِي
بِملابس عيد الأضحى الجديدة ..!
حينُها ذهبنَا لِ عُمرة بِها قد رجوت الله أن يهديك ويحميـك وَ يرزقك وأن تكون ليْ
إلى هذه اللحظة أغفو وأنا أدعو الله بذلك !!

استيقظتُ عِندَ آذان الظهر حَملتُ جسدي المتهالك حتى أصوغه لِ موتٍ آخر ينتظرنِي
عند قذفات منزله ..
رششتُ قليلا ً من المَاء تُحي مُدن وَمحطات اعتدتُها أن تنمو منذُ صغري فِي شراييني ..
رَكبتُ السَّيارة وَكأننِي آلة مُسيرة تَعرف الطريق جيدا ً من عتبات الأماكن لمقعدي
بالجانب الأيمن ..
نفثتُ سموم المدينة الوسطى من رئتي مُحاولة أن أقنع نفسي بأن الوقت
لايزال أمامنَا وأذّكِرُها بذاك الحُلم حينما رأيتهُ يمشي بثيابه البيضَاءْ وحذاءه
النجدي فِي رِدهة فِي فِناء منزلنَا .. وأّمُر بجانبه وهو يتفقدني حتى لا أدخل
وأختفي عن عينيه .. بتسارع وريبة نظرة على حذاءه الذي انقطع محاولا ً
أن يُصلحه وَ نظرة لي ..!
قبضتُ حبالي الصوتية وأنا أتذكره كَيف يأتيني فِي منامي وأُعيد تَفسير الرؤيا على مسامعِي
كمَا فّسَّرها لي المُفسرين وأتباكى خُفية كي لا أعاود صراخي
وأوثق لي أنا .. لي أنا بِ أنين أنفاسي.

أصبحنَا تماما ً أمام منزله .. شارعٌ واسعٌ لاذع لا أقدام تطأُه غير تِلك الشمس
الشامخة التِي تتوسط كَبِدَ السماءْ ..
آه يا سماء ليتك تأخذينِي إليك تدريجيا ً
وَ أضحى غيمة تَسْكنك أو نجمة تُراقب مُقلتيه !!

..

[ يتبع ..~

 

التوقيع

:


حَسبُنَا الله سيؤتينا الله من فضله إنا إلى الله راغبون .

حياه غير متصل   رد مع اقتباس