منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - صبيحة الفراق
الموضوع: صبيحة الفراق
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-28-2007, 12:20 AM   #1
عبدالرحيم فرغلي
( كاتب )

الصورة الرمزية عبدالرحيم فرغلي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 4846

عبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي صبيحة الفراق


في ذلك المساء .. لا يدري كيف واتته الشجاعة .. ليقول لها ( دعينا نفترق ) .. وفي الصباح كان يتجرع مرارة شجاعته ............
============================================

من جنازة مؤلمة .. وُلد هذا الصباح ، أشجاره لم تتمضمض بعد من وعثاء السهر، هواءه .. دموع هاربة من رواية طويلة .. تستعبد وجوه المارة لتكتب سطورها ، وأنت .. تبتلع الشمس وتُلقي بقدميك في الأزقة النائية .. تهرب من تقريع السيارات الضاجة في رئتيك ، ولسان الأبنية العالية وهي تثرثر بنوافذها الثائرة ، تركل في سيرك حصى قراراتك .. الأحذية التي ملأت حياتك .. ثم تمل من كل هذا .. فتركل نفسك .

قهوتك الصباحية تحتبس المساء .. فقاعاتها تحفظ كل تفاصيل البعاد ، حجرتك ما زالت معتقة ببخور مؤلم ، المصابيح المتقابلة إناث يتشاجرن وتشد كل واحدة منهن خصلات الأخرى ، صباحك فنان هرم .. بيده عود لا يجيد غير ألحان الأنين ، ماذا خلفتِ بعدك يا شقية .. غير عشرة رجال في صدري .. يتناوبون البكاء .

كنت تصحو وقلبك متكئ عند أطراف أصابعك .. قد أجهد ليلته في رسالة يبعثها لحبيبتك .. لتجدها مكتملة بمعناها .. بصياغتها .. برقتها .. كتبت لها يوماً (( لطالما رجوت الشمس أن تُبعد عني وهجها .. واليوم ترجوني أن اخفف وهج صوتك في عينيّ )) .. ويوماً آخر كتبت (( اشعر أن حبي فائض عن ال**** .. فكان من زكاته هذا الصباح )) .. ما كنت ترقب جواباً لسيل رسائلك .. يبدوا أن نهر الحب في صدرك ما كان يحتاج لقلبٍ يرفع قبعته .. حتى يسيل ويجري .

ساعات .. وينّقض عليك مساء سكّير .. من يُفهمه أن زمن الاحتفاء بصوتها قد ولى .. وأن جميع الحانات التي كانت تهبه نبيذ ضحكتها المعتّق قد أُغلقت .. والقمر المجنون بدلالها .. برقتها .. عليه أن يتخفي وراء غيمته ويمارس شهوة البكاء ، ساعات وتُساق إلى مواعيدك كعبدٍ مأجور .. لتعود ترتمي في حجرتك .. تعض الضوء بجفنيك .. تلوث الجدار برائحتك الحزينة .. حتماً ستنجح الستائر في عطس كل حكاياتها المملة .. ، لك الله .. قضيت عمراً .. وأنت تسأل .. أين السعادة ؟ .. والآن تقول .. هل ستشعر بعدها بسعادة .

قلبك ما عاد يطيقك .. المرآة تقطب بروازها وتنقش ملامحك بإتقان كي يتسنى لها شتمك عند غيابك .. الشوارع الغاضبة ترفس البنايات والسيارات فتجزع إليها الأشجار لتربت على أرصفتها .. وأنت تطلق ساقيك للرحيل .... يوماً ما.. حتماً ستعود لترتمي بين جفنيها وتطلب الصفح .. ولكن لا بأس .. ارحل الآن .. فكلٌ منا يجيد الكذب على نفسه بطريقةِ ما .

 

عبدالرحيم فرغلي غير متصل   رد مع اقتباس