
ما هقيت .. اني أعطش في حياتي لغيرك انت
وما دريت.... ان ما به اغلــى منك الا انـت
فنجان القهوة في هذا الطقس الصارم البرودة يسحبني بعنف
الى ابعاد.. وفي رأسي الف أمر وأمر.. احاول ان لا اكسر به
خاطر الشعور.. ولكن غير الشعور هناك الكثير مما يحملني
على ان انفضه عن طاولتي التي تئن من الكتب والأحبار.
أحاول ان أتأملنا ونحن نشعّ بالحياة التي تسلبنا انفسنا
وملامحنا التي تتغير كل يوم نافضة الغبار عما يقال انه ذهب
وان الذهب لا يتغير مع الوقت.. ولكن الذهب على كل حال
لا تبعث منه الحرارة التي تتهادى بين ارواحنا.. ونمضي.
ونمضي.. كأيقونة العمر.. في المجرة.. انبعاثنا من اجسادنا
يستخلص منا ما هو مهم للحياة للطبيعة.. ثم.. لا شيء. نمضي
نتبخر نحن كل ثانية تمرّ.. لا شيء يوقف هذا التبخر.. حتى
اللحظات الحزينة التي نظنّ عبثاً ان الزمن ساعتها يتوقف
كاذبة هي.. لا شيء توقف.. لا شيء.
اتلمّس جسدي للحظة.. هذا الدفء الذي اشعر به.. هو حياتي
هو ما املكه.. ثم ارمي بعيني الى كل ما يحيط بي.
ليس الأمر منوط بالغربة بالوحدة بالجفاف النديّ لا ليس هذا
بل بكينونتي.. بما بعد هذه اللحظات.. سأخرج من هنا الى مقهى
بار.. مطعم .. شارع.. التقي بأحباب.. استهلك جزءاً من حياتي
ثم اعود.. الى اوراقي. الكتب.. المترجمات اواصل استنزافي
دون ان اعلم ان هذا كله يسلبني حياتي..!!
الجميع يقولون انه تمهيد للحياة.. انه مواصلة للسير على هذا
الدرج الجميل.. لا يدركون حقيقة ان الأمر هو للنزول عن هذا
السلم ليس اكثر.
ما الطائل من هذا الكلام اقول لنفسي.. واختنق بالاجابة.
كيف اسرق لذّة هذا من بين يديّ مارد العمر.. لا اجيب.. واختنق
ايضاً بعدم الإجابة..
كل لحظة تمرّ دون ان اُشربُها تساؤلي هي محسوبة عليّ ولكن
حتى لو تسائلت.. لا اجيب ولا اظن احداً سيجيب.. لذلك سأمضي
وحيداً امارس التبخر.. والسير على هذا الدرج الغبيّ لا بد لي يوماً
ان اجد مخرجاً يرضيني.