سألتني في حيرة من أنت !!
من أنت أيها القادم من جذوري ..
من أنت أيها الغريب ... القريب
أأنت لص أحزاني !!
أم أنت من سرق من صدري فؤادي ؟
يا ساحراً في نظمه للقوافي
يا آسراً لحظي في سكوني
يا بحراً أغرقت في موجه احزاني
يا صباحاً منه غردت عصافيري
يا مساءً في نسيمه فاح عبيري
بربك قلي من أنت ؟
فأنا اعرفك ولا اعرفك
****
فقلت لها رويدك رويدك
يا سميرة الوادي
يا عصفورة ترنو على اغصاني
يا نبضة قلبي و خفقات أنفاسي
ما أنا إلا بقايا مبعثرة
من أشلاء إنسانِ
كان يوماً يبحث عنك
في كل باقات الورد الاحمر القاني
ويفتش عن وجهك في دفاتر الاشواق والاحزانِ
حتى سكنه اليأس من لقياكِ
وهام على وجهه يحمل على متنه الاثقالِ
بلا قافلة ولا رفقة ولا ادلاّءِ
فوجدتك على بساط من الالم تنتظريني .. لنقتسمه سويّاً
وعندك وضعت الرحلَ والاحمال
وبين يديك نثرت همي وبثي واحزاني
فما وجدت إلا روحاً قد أقتطعت من جسدي الفاني
و حملتك على كاهلي غير مبالٍ بثقل ايامي
سأنجو بكِ من سطوة ماضيك و حاضرك القاسي
وستفنى روحي فداءً لعبرة وحرقة في فؤاد المأسي
عندها فقط سأشعر أني قد زرعت حباً قبل مماتي
ووهبت حياة لقلب كان بالامس القريب يردد الآهاتِ
....
إبراهيم الحـارثي