( 5 )
مهرج وأربعون عاما
تأبّط الذل ثم مضى
يذرع دروب الهوان
يهيم على كِذبِه
بين فراغات العدم وامتداد السراب
أربعون عاماً يركض بنا
في تيه الخداع
نسج من خيوط الوهم مجدا
بنى من رمال الكذب حصنا
أربعون عاماً
لم ينطق خلالها أبداً بـــــــ لا
لم يرفع بصره يوماً للسماء
كل ما هنالك قُبلات ...يتبعها هراء
أربعون عاما
والمهرج على مسرح الهزل يمضي
يمتطي حماره الأعرج
يُشهر سيفه الخشبي
يبعث الرعب ضحكاً
تقهقه به جنبات المكان
أربعون عاما مضت
باع فيها الكرامة
في أسواق الخنوع
باعها ثم ولّى
يُخبر الرعاع
كيف يكون الخضوع
ابن المدينة / يوسف الحربي
المهرج .. ذاك الذي خُدعنا به وبجهاده أربعين عاما