
تتسرب أشعة الشمس الدافئة
من بين ستائر غرفتي تنغص على أجفاني احتضان النوم
أنهض بكسل أغمس وجهي ببرودة الماء عدة مرات حتى انتعش
اليوم يومي المدرسي الشاق
ضمن أيامي التي اعتدت فيها أن اعتمد على نفسي
فقد أصبحت في الصف السادس وبـ استطاعتي أيضاً أن اسرح شعري
ولكن..
المهمة صعبة أمام ضفيرة تتعدى خاصرتي
والأصعب أن تتقلص بمقص أمي التي كانت ترفض بشده
ورغم صمودها على كلمة (لا)
إلا أن صمودي على كلمة (أرجوكِ) كان أكبر
خارت قوى الحبيبة
واستسلمت لإلحاحي ودموعي
وأوجاعي حين اسرح شعري ولا أعرف كيف أخلص خصلات شعري من بين أنياب المشط
أمسكت المقص وتركت له حرية البتر
وحين فرغت وغصة الحسرة تخنقها
قالت لي أنظري لشعرك في المرآة وتركتني وحدي
ذهبت مسرورة وما أن وقفت أمام مرآتي حتى صُدمت
وتفاجأت بشعوري الذي اعتراه شيء من الحسرة
وعدم قبول شكلي الجديد
نمت تلك الليلة وأنا اشعر بأنني فقدت جزء من جسدي
وفي اليوم التالي معلمتي تُعلق على قصة شعري
والسؤال يداهمها بـ تذمر لماذا قصصتي شعرك؟!!..( خسارة)
صديقاتي أيضا متذمرات قريباتي أيضا كذلك
ماهذا الإحباط
الجميع معترض على مافعلته بضفيرتي
بكيت كثيراً لوحدي
وأخرجت كراستي وألواني وبدأت أرسم فتاة لها ضفيرة طويلة ووجه حزين بعينين باكيتين
وارسم في الجهة الأخرى فتاة بوجه مبتسم وشعر قصير
كنت أتأملها بـ ألم وقهر واسأل نفسي
لماذا لا أستطيع أن أمتلك الضفيرة والابتسامة معاً؟
حقاً هي الحياة صعبة
لايمكن أن نمتلك كل مانريد ولكن حتماً سنرضى ببعض ما نريد