..
5-
أطلب من أخي أن يأتي ب هاتف والدي فهاتفي مَفصول فَكل شيئء لم يعد
بذات أهمية فقط إنني الآن بحاجة لأن أسمع صوت غير هذه الأصوات
المتشابهة ، أطلب رقمها بعجل وَ لكن أظن أن كُل باب مؤصد فهو مُقفل أيضا ً ..
يَصدرُ ضوءا ً من هاتف والدِي يتكرر مرة ومرتان وَ ثلاثْ مرات ..
وَ ملامحِي تنطق بالدهشة دون أن أثيرهم عَجبا ً ..
تَرتمي بأعماقي صخرة تزيدنِي اضطرابا ً ،
سأظل هكذا غامضةُ وَجع .. خرساء .. وَ لن أنطق حرفا ً !
ولو وأدتني هذه الدُنيا .. فلن أتوسل طالما قد حسم الأمور فأنا الآن مُحطمة تماما ً ..
رغم أنني لم أضعف يوما ً وَ لم تُسكتُنِي ضربات الزمن بِيْ !
كَيف لا و حينما أتوا لبيتنا لعقد قرانه بها ذهب وكان يُغني بصوته لحنا ً
وكلمات مُبهمة تأهبا ً للقائه بِها قد تكون هي مُفرداته وأبياته
وأنا لم أغني لرجلٍ غيره .. وَلم أكتب رجلا ً غيره !
أنظر جيدا ً للضوء بنظراتٍ تكاد تحرق اسمه
لأجعله بين أعشاش النسور طريحا ً ، أمسكُ يد أختي وأنهشها
: شوفي يا نوف شوفيه يدق يدق
نوف بتوتر وَ غضب : اسكتي انتبهي تردين خليه ..يبي يختبر .. لا يهمك ..
نوف : تركي تعال .. فهد بالمجلس أبي ادخل عند أبوي
تركي : لا نزل تحت يودي ثيابه للمغسلة
نوف : راح قبل لا تجيب جوال أبوي ؟
تركي : لا خذيت الجوال وهو فيه رجعت خذا ثيابه وطلع
و ترى أبوي يستناكم تحت ......
نعود ليلا ً وَ في كُل مكان إنارة أربكتني هشاشتي أمام النور ..
بات الضوء يُقلقنِي إلى أن نصل تِلك المَدينة حَيثُ بيتنَا وَ سريري !
بل حيثُ الوعد الذي سيجمعهُ بِها ..
هويت بعمقي الممزق لا أطيق فكرة البَقاءْ فِي الرياض و الارتماء بِ مدينة
ستشهد موتي بعد عدة أيامْ .. أنظر للسماء وأتشهى الموت ليعانقنِي ،
سَقطت من عيني دمعة تتأهب كيف تُزف بثوراتها المُجهدة التي كُسدت في
عيناي أشهرا قهرا . .
أبتلع براكين لهاثي بحسرة ماذا كُنت ستقول ليْ !
فأنا لم أدق رقمه وَ لم أحادثه يوما ً .. أنا الآن مُتعبة تفكير
تُطاردُنِي رصاصات العتب و اللوم وَ تُغالبُنِي كرامتي وعزة نفسي المُلتهبة عذابا ً ،
..
أضع ُ قدَمَاي وأنا أقتات أساطير عَجَنَتُها ملامحه ..
أتصاعد وأبدأ بِ عدْ نَبضي الأخير فإني على موعد القمر ،
أفتح الشباك بشغفِ طِفلة وَ أنظر إليه وَ كأني أنخره وألطمُه ..
حاولتُ أن أوغل الحُزن فِي جدران غرفتِي .. وأحقن دموعي بِ جفاف الطين
وأحفر بقلبي قصائد الخريف حَتّى أعتاد السنين الآتية بِ الأشجار العارية ..
سنون طاهرة مَصلوبة بالغدرِ وَ الهجرِ وَ بأنين أنفاسي المُتحجرة نَحيب ..
وَ بآمال ضاجعت جُسور الدُروب الراحلة لأكثر من مَصير ..
تأتي أختِي الصُغرى تَسأل عن ظِل مَنْ أخفيه بظلي ..!!
: متى عرس فهد ..
: بعد أربعة أيام ..
هَنادِي : ابلبس فستاني الذهبي وأطلع أكشخ وحده ....
تَرحل عني وَ كأن وِشاح الفستان الذي حَلِمتُ بِ ارتداءه قد حثا بقلبي وأعمى
عينايَّ بياضا ً !!
تَمضي الأربعة ،
وأنا أُعتِق ظِلُكَ فيَّ .. لن أنساك أبدا ً .. لن أرضى بِكَ بَديلا ً .. وَ لن أُحبَّ غيرُكْ ....
..