اشْتقتكَ كثيراً ..
حتّى مللتُ من بدئي كل خطاباتيّ إليكَ بـ " اشتقتكَ كثيراً "
هذا الصّباحْ كان الطّقس جداً غائمْ .. وغرفتيّ باااردة كأنها الصّقيعْ ..
لمْ اخرجْ معطَفي من خزانتيّ ، ولم أرتَدِ جواربيّ الـ أهدتني إياها جارتنا العَجوزْ ولمْ أسدل فوق كتفايّ
وشاحاً من الصّوفْ ..
بل اكتفيت بأن أخرجتُ من تحت وسادتيّ دفتري الـ لا أخطّ به إلا رسائلي التي لا تصل إليكْ ..
وبدأتُ خِطاب اليومْ بـ " بردااااانه من دونك "
وفعلا والله شعرت بالبرد يمتد إلى عظامي لينخرها نخراً موجعاً .. ورجّفة عارمة انتابتني وأطرافيّ فقط
بمجرّد أن كتبتُ اسمكْ !
ركنتُ كل كتبيّ الـ وجُبَ عليّ دراستها جانباً .. وحملقتُ في جهاز غبيّ يجلبُ لي كل أخبار العالمْ
إلاااك !
لا أملكِ منّك سوى عينيكْ ، وحروفْ منك عاتبتني بقسوة على ما أجبرتني عليه أياميّ ..
سحقا لأيامي وعمريّ إن هما فرضا عليّ أن أغيب عنك .. فوالله يا سيدي
ما كنت لي أي حيلة !
أنت تفهمني .. ؟ أليس كذلك ؟
تفهم أنني أُجبرت على غيابي ، أُجبرت على البكاء عليك سراً بيني وبيني ، أُجبرت على الهذيان عنك
فقط لوسادتي ،
تفهم أنني فككت يدي عن يدك بحجة أنهم عرفوا بسري عنك ، وسرك عنيّ ..
تفهم أنني لوّحة لك مودعة دون عناقْ بحجة أننا كنا فقط مجرد أصدقاءْ ..
تفهم أنني ما ادرتُ لكَ ظهريّ إلا وقلبي يتقطّع حزناً يا سيدي .. !
تفهمني ؟ أليس كذلك ؟؟
ما كنت والله في غيابي الـ حدني عليه الناسْ من حولي أن تجرأت على نسيانك ..
أو قويتُ على النوم مساءً دون سردك عليّ ، أو دون أن ألتحف الحنينْ إليكْ ..
سيدي ، هل تسامحني على ما اقترف الزمانْ بنا .. ؟!
هل ستصفح لي عن ذنب لم ارتكبه متعمدةً .. ؟!
هل ستسمح لقلبي بفرصة آخرى لأن ينام على راحة كفيك .. ؟!
سيدي ، هل تسامحني ؟؟