مع بداية العام يطلّ علينا باراك أوباما من هاواي حيثُ يقضي اجازتهُ آمناً سعيداً ليُخبرنا بأنَّ عمر عبد المطلب النيجيري الذي حاول تفجير الطائرة المتوجهة من أمستردام إلى الولايات المتحدة
هو عضوٌ في تنظيم القاعدة في اليمن و أنّهُ قد تمَّ تجنيدهُ و تدريبهُ في اليمن و يتوعّد بشكلٍ مباشر وغير مباشر بالقضاء على القاعدة في اليمن ليذكّرنا ببوش الابن
و تصريحاتُه الفاعلة لتحرير العراق من الظّلم الصّدامي !
الآن أوباما يملكُ أكثرَ من أعذار بوش لتحرير اليمن من الحوثيين و من القاعدة و من المشاكل الداخلية و من الكثير ممّا يعرفُ و لا نعرف ,
من الممكنِ أيضاً أنّهُ يجهّزُ لمساندةٍ عالميّة لموقفٍ أمريكيّ بطل من أجلِ اليمنِ و أمنهِ و سلامه .
و من يعلم فقد يكونُ ينتظرُ مباركةً عربيّةً رغمَ أنّي أشكُّ في ذلك , إلّا أنّهُ قد يحصلُ عليها .
و قد لا يكونُ السّؤالُ المناسبُ الآن : ماذا ستفعل الولايات المتّحدة في أو ربّما " من أجل " اليمن ؟
بل ربّما يكونُ السُّؤالُ الأنسب : مالّذي يحصلُ في الدّولِ العربيّةِ واحدةً تلوَ الأخرى ؟
ما هوَ السّرُّ المُشتركَ بينَ فلسطين و العراق و لبنان و اليمن و سوريا و ربّما المغرب و الجزائر و مصر و السودان و الصّومال ؟
لماذا يظهرُ نيجيريٌّ مسلم بحزامٍ متفجّر لا يعمل في طائرةٍ أمريكيّة ؟ ثمَّ يُنسّبُ إلى القاعدةِ في اليمن و في هذا التّوقيت بالذّات ؟
هل من المعقول أنَّ منظمّةً إرهابيّةً على مستوى عالمي - قادرة على تفجير مبنى التّجارة العالمي و مهاجمة البنتاغون و البيت الأبيض -
غير قادرة على ارسال شخص متدرّب باستطاعتهِ خلط المواد المتفجرة في لمح البصر و دون أن يلحظ أحد و دونَ أن يفشل ؟
أم أنّنا أمامَ فبركةٍ إعلاميّةٍ سياسيّةٍ هادفة ؟
تلكَ الأسئلة قد لا تنتظرُ أجوبَةً بقدرِ ما تبحثُ في الصّورة العالميّة للإرهاب الّتي تكرّسها الولايات المتّحدة رئيساً بعدَ آخر , و بمباركة جائزة نوبل .....
للسّلام !