منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - صحراء راودها الرذاذ . . .
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-04-2010, 01:41 PM   #38
زينب عامر
( شاعرة )

الصورة الرمزية زينب عامر

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 16

زينب عامر غير متواجد حاليا

افتراضي 24/11/2009


....
...
..
.

كم عاتبتك يومها !، كنتُ أكلّم الأستاذ دخيل الدخيل عبر الهاتف ، أستاذ فن الإلقاء الذي جاء يعلمنا أساسيات الإلقاء الشعري السليم، وقد لمس في صوتي انكسارًا.. واستأذنني في دقيقة يخبرني فيها عن نفسي، عما استشفه مني!، فأذنت له وقد تملكني خوف المواجهة، مواجهة الذات.. فهو يعلم أن الشخصية التي تتعامل معه ليست هي أنا، فوقع كلامه في قلبي كالجمر المتوقّد، أحرقتني كلماته فتساقطتْ عيناي تخفــيني وراء الدموع، شعر هوَ بتقهقري، فتركني ألملمني في ما تبقى من الساعات التي سبقت آخر محاضراته، كم عاتبتك حينها، وقد لجمتْ لساني حكايات الألم والشك والتجافي والانهيار، استرجعتُ كل أوقاتي معك.. تفجّرت مآقيّ في دورة المياه بعيدًا عن أنظار الموظفين، امتلأ صدري بحسراته المتناقضة، (لا تتصل بي الآن).. اقولها لك في خاطري ، وأرسلها أيضا في ما سنجر (البلاك بيري)!!.. لأول مرة منذ ولادتنا.. لم أشعر بها، ولكنني شعرتُ بها لأنني أناجيك في هذه اللحظة.. أناجي العاشق الخاشع بأعماقك.. ولا أبحث عن وعي ولا واقع.. فقط. أسترجعُني فيك.. وأسترجعُك فيّ، أتعلم ماذا قال لي الدخيل؟ قال: أنتِ إنسانة عظيمة تختبئين تحت عباءة الجدية والصرامة، وهذه الوظيفة التي تساعدك على ذلك كثيرا، وتوارين امرأة حقيقية مليئة بالطيبة والحنان.. تستحقين رجلاً عظيمًا مثلكِ يغسل همّك، ويرمم ما كسرته الأيام بداخلك.. وربما كان بجانبك وهو لا يعلم.. أنتِ مررتِ بموقف عصيب في حياتك ترك فيك كسرًا هائلاً، وهذا الانكسار يتجلى في صوتك الحزين.. ثم اعتذر.. وبقيت أنا أتشبّث بك حتى آخر الأنفاس، لا أريدك أن تشعر بحزني، لأنك لم تكن يوماً إلا سببا لفرحي وتعاظمي.. ولو مرّت بنا أعاصير الكون كلها، نعود للتشابك والالتحام مرة أخرى.. وفي كل مرّة نكون أكبر وأجذر.. أنا مليئة بك هذه اللحظة.. مليئة بعتابي.. مليئة بدموعي.. مناديلي ذبلت.. وأُتخمتْ.. ورعشة يدي تلامس أهدابي، سألت نفسي كثيراً.. كيف سأواجه الدخيل اليوم، وكيف سأمسك بيد سماعة الهاتف لأحادثك.. كل شيء في هذه اللحظة يتساقط.. يجب أن أهرب إلى البحر.. أنت البحر فكيف أهرب إليك ؟!.. ليس لدي مكان غير نافورتنا الفضية .. سأهرب هناك.. ولا شعورياًّ.. وجدتني أكلمك في همهمات المختنق.. عبراتك تخنقني.. سحقًا لي أنني أشعرتك بعتابي.. تبا لأيامي وساعاتي ولحظاتي.. تبا للوقت.. تبا للحزن.. تبا لي وألف تبا.. أكان يجب عليّ إفصاح الأمر لك؟ دعنا يا طبيبي نهرب من هذا العالم.. سنهرب من الماضي.. ولا ننظر إليه، ربما لأنني لم أعتد النظر إلى الوراء أبدًا، فعندما بدأتُ فيك.. لم يعد يعنيني مما كان شيئًا.. ولكنه كان يعنيك بالدرجة الأولى.. لكَ نظرة لا أستطيع تحجيمها.. ولي بداية لا أستطيع الرجوع قبلها.. دعني يا صديقي.. يا حبيبي.. يا ملاكي.. يا وطني الكبير دعني أتشكّل فيك كل مرة دون أن أعي.. دون أن أظن أن لي مكانٌ قبلك.. أقسم أنني لا أشعر بي.. لا أشعر بتلك التي كانت (أنا) قبل أن ألقاك .. أقسم أنني أنا فقط معك.. أقسم أنك أنا معي فقط.. أقسم أن تلك التي كنتُها قبل حضنك لم تكن أنا بعد حضنك.. أقسم أنني ماعدت أيًّا ممن كنّ قبلك.. أقسم أنني لم أشعر بنزاهة شعوري إلا معك، وأقسم أنني لم أكن هكذا إلا معك.. أقسم أنني لم أعي شيئًا من صروف الحب إلا معك.. أقسم أنني لا أجيد إلاك.. ولا أتهجى سواك.. ولا أرى غيرك.. أقسم أنني حين أعاتبك فإنني أقتل نفسي.. فلا تقتلني مرتين وتبكي..

تكفى...................

.
..
...
....

زينب....

 

التوقيع

نحنُ أغْبى من أنْ نُدرِكَ أنّنا أذكياء.!!
zainab3amer@gmail.com

زينب عامر غير متصل   رد مع اقتباس