رغماً عني والله ، سأترك كل ماضٍ يعنيكَ ورائيّ
وسأخبئ كلّ جرح وذكرىَ في صندوقْ خشبيّ وادفنه بعيداً !
رغماً عني والله ، سأغيب كثيييرا .. وربما للأبد عنكَ
ليس لأني ما أحببتُك ، بل لأني أحببتك بكل ما بي
بكل جرح فيّ ، وبكل ذكرى ، وبكل نبضة قلب ، والله أحببتك بكليّ
وفرضوا هم عليّ أن اقتُل قلبي بيدي ..
وأرغموني والله على ان اشنقه علناً .. وبكى كل شيءْ موتيّ
حتى أنا !
والله بكيت نفسي كثيراً .. وما اكْرموا فيّ الحبْ بعزاءْ ، تصوّر .. !
عزّتني بكِ فقطْ دفاتريّ ، ورسائلي التي لم تصلك يوماً ، وكل اطفال دفاتري منك ..
والله أنا مجبرة على التجرد من كل ما بي منك ،
ومجبرة على التخلي عن كل شيء يعنيك !
ولا اعلم سر الاحساس المريب الذي يراودني بأنني سأموت حتماً قبل ابدأ في عملية
التّجرد من حبك .. !
اي عقول في دواخلهم ترغمهم على طلب شيءٍ كهذا ..
وأي قلوب تنبض في صدورهم ، ليتجاهلوا معنى أن يحب القلب ، وتعشق الروح ، !
لا اعلم لمَ لم اكتب إليك الرسالة الأخيرة !
ربما لأن هنالك حدس ما يخبرني بأنه لن تكون هنالك رسالة اخيرة
فكل رسالة اكتبها واخبئها في درجي تبدو لي وكأنها الأولى .
لأنني في كل رسالة اخبرك بأنني احبك
وأنني اشتاق إليك ، وأنني احتاجك كطفلة تخاف البرد والمطر وصوت الرعد ..
يقشعر بدني حين اتذكر بأنهم وضعوني في دائرة ، وطلبوا مني أن اجد الزاوية ..
فكيف اتجرد من روحي ، واعيش قيد الحياة بقية عمري
وكيف اقتل نبضي ، واعيش قيد الحياة بقية عمري
وكيف اخنق انفاسي ، واعيش قيد الحياة بقية عمري
كيف .. ؟!
لا تقلق إن وجدتني يوما ملقاة على أول كرسي لامست فيه يدي يداك دون روح
ولا تيأس إن وجدتني يوماً أمامك بلا ابتسامة حب اطلقها لك
ولا تحزن ابداً إن وجدتني يوما أسير بجانبه كجثة سرقت منها حياتها !