رجل غريب
على شاطئ البحر آثار أقدام وبقايا ورقة ممزقة وسيجارة .......
أسرعت الخطى أتتبع آثر قدميه ، أقدام مثقلة تعبة نحو الحارة.........
اخترقت الأجساد المتزاحمة في الممر الضيق المتجه نحو منزله....
قرعت الباب عدة طرقات متتابعة ........ما من مجيب..........لابد انه نائم..........
المنزل قديم ، متهالك، باب خشبي موصد بعناية من الداخل..............
جاره بدا مستغرباً من الزائر له في هذه الليلة .................
علت وجهه علامات الاندهاش لمجرد ذكري لأسمه الأول.............
غريب سكن حارتنا منذ عدة سنوات ........هكذا كان رد الجار....
عرف داخل أروقة الشوارع .المضاءة بفوانيس الزيت .بالغريب...
عزمت العودة في اليوم التالي.لعليّ أراه ولو من بعيد.......
عند بزوغ الفجر.......ابتعت خبزاً فرنسياً وقطعتي جبن....
قدماي بدأتا في الإسراع كلما اقتربت من الرواق الذي يوازي مدخل منزله...
وعند بداية الرواق .تجمهر غريب........ وازدحام .وجلبة.
اخترقت الزحام وأطلت برأسي الذي يحمله جسد نحيل ....
بالكاد يستطيع حمله وحمل الرغيف والجبن.........
شرطة .......وإسعاف.........وحمالة تحمل جثة .رجل في الخمسينيات.......
أصوات ........الجارات .تقول: كان رجلاً صامت .إنه بالفعل الرجل الغريب...
لم أتمالك نفسي إلا وأنا أمام الشرطي .............
ماالذي حدث.........ما جرى...............
حالة انتحار .........لم يترك شيئاً ...سوى صورة لطفل...
وقلم وورقة لم يكتب عليها شيئاً.............انه بالفعل رجل غريب.....
أخفيت وجهي بين كفيّ ...وركضت ..نحو الشاطئ .
لم أستطع أن أقول شيئاً...........حتى أني لم أعرف لماذا .......
لم أجرؤ أن أقول بأنه.................