لاَ أدْرِي كَيْفَ أَوْ لِمَاذا وَصْلتُ هُنَا إلَى هَذَا الشَارِع ؟
والذي يَليِه بِشَارِع مَنْزِلُهَا ..
أَذْكُرُ أنّي كُنْتُ بَعِيدًا جدًا عَنْ هُنَا ، وكُنْتُ مُتّجِهًا إلى .. لا يَهُم !
فَأنَا لا أذَكُرُ إلا أنّي كُنُتُ شاردًا إلى أبعد مدى ، كالعَادَة ..
أقلّبُ دَفَاتِرَ ذِكْرَيَاتِي وأتَصَفّحُ أوْرَاقَ أيّامِها ، والصّوُر كطَيفِ حُلُمٍ تَمُر فِي مُخيّلتِي
وشَجَنُ " طلال " يَزيدُ مَن حَالةِ اللاوَعْي التَي تَعْتَرِيني ..
يَهَبِني الأمَل ويَسلِبني إيّاه ، يُوَاسِينِي ويَجْرَحُنِي ، يُبَعِثرنُي يُشَتِتُنِي يُلَمْلِمُنِي يَجْمَعُني ..
حَتّى وَجَدُتني هُنَا ..
أسْنَدْتُ رَأسِي إلى الخَلْف ، وسَرَحتُ بأحْلاَمي وآمَالِي التِي لاَ أمَلكُ غَيْرَها
حَتّى قَاطَعتني خُيُوطُ الفَجْر ..
وإنّي عَلَى دَرْبِك مِشيت عُمْرِي وَأنَا .. قَلبْي القَدَمْ }