[ خذني معك : بسمة ] :
قَبل قَلبِي .. و قبل أن تختَفي سعةُ الضحكِ في صدرِي ، قبل التنهِيدةُ المُتعبة ، قبل إنقباضِ الألم في مجرَى التنفُس .. و حاجَتِي لمُنعشٍ خارِجي ،
و تربِيتُ "توماس"على كفِي بحنية ، قَبل اقترابِ العُبوسِ فِي زيفِ التبسُم ، قَبل عتبُكِ الذي أعلمهُ جيداً في نفسكِ ، قبل أن تشُدني الدُنيا لجهتِها الأخرَى
البعِيدة ، قَبل السُقوطِ في لا وعيٍ أذكره ،قبلَ أن أحلمَ أنني شَاهدتُ بدراً ضمّنِي ... وَ قَبل أن أبكِيه في جوفٍ بَارْد ، قَبل أن يحِينوقتُ التحسُر ..
وَ أن يُقيم التعبُ مراحِبهُ في قَلبِي مِن جَديد ، قَبل محاوَلاتِي المُنهكة في لمسِ نفسِي التِي ضاعت فِي الفَراغ ، قَبل صوتكِ فِي آمينُكِ الوجِل ، قبَل أن
أكون غافلةٌ عن رنِين الهاتِف المُتواصِل الذي أفرغ قُوة نقّالي .. ذاك المتبُوع بِرسالةٍ مهدودَة الصبرِ: باللهِ إن كنتِ في الدُنيا أخبرِيني .!
قَبلَ كُل ذا .. عَاشَت حكَايانَا البرِيئَة تِلك التِي اكتشفتُ بِها أن في الكَونِ كائنٌ طيّب .. أتَانِي فجأةٌ بصُدفةِ خير و فِي قلبِي نمى ، شيءٌ اسمُه بسمَة
و فِعلهُ خيرٌ وفِير ، تِلك التِي تُقلبُني فِي مساحِتها كيفما شاءَ وُدها لِي أن أسعَد ، كيفَما تشكَلتِ البهجَاتُ .. بضحكتِها .. بالصُور .. بالمُوسيقَى ..
باعترافِها البريء " تدرين إنك أقرب وحدة لي في الدنيا ؟" ، الإنسانة المُطعمةٌ باللينِ .. التي تأتي و تسأل أينُها "خذني معك" ؟ ، ما رأيُكِ أن
تكُون أغنيتَنا ، خاصتُنا ؟ و لأنَني أُحبها وَ أعلم كَم مِن الأشياءِ شُيدت في نفسِها مع صَوتِ طَلال ، ذاك الذِي يترنم بـ "خذني معك" برجاءٍ دافيءٍ مُحتاج ،
ذاك الذِي ضَمر قُلوبنا معه و أطلقَ أصواتُنا معهُبالتردِيد . آتِي بِها مملوءَةٌ بالمَطر .. بالحنِين .. بِنا ، أُفصّلُ طلال كما هِي العادَة .. أُدققُ فِي لفظهِ
و النَفَس، أحكِي لهاَ أن كُل ما أحوِي يعشقُه و أني أقفُ بتقصيرٍ فِي كُل مرةٍ أُحاول أن أزِن حُبه ، أُخبركِ أنني مهوُوسةٌ بِه .. فتضحكِين مُتمنيةً حُبه
و فِي الصمتِ أعترفُ أني أحبكِ أكثر ، ثُم أشكُوكِ كَيف أن دَقةُ العُود تُنهكَنِي ، و رجفتِي فِي حيرةٍ كيفَ لصوتِه أن يجيءَ بكل هَذه الحنِية في كُل
مرةٍ أسمعُه ، كيفَ لهُ أن يُوحِي بِنا نحنُ الآفِلِين عَنا في الضياع ، عن تكُومِ الوجعِ بين أضلُعِي ، عن رقةِ جفنِي في بُكائِهِ ، عن نفسي التِي تُرتِب
أجزائَها لتتهيأ لحُزنٍ جديد ، فَتُمسكِين يدي .. تشُدين القبضة .. تُرددين بِهدوئكِ الرحِيم : أنا معكِ ، فأُدرك معكِ أن للنورِ وجهٌكِ ، و أن لخيبَاتِي
الباهِتة محوٌ يُسببهُ نقاؤُكِ ، و أن الحياةَ بوجودكِ تحتاجُ أن تُكتبَ بِلونِ السُرور .. أن تُرسَم ببراءةٍ تُشابهُ رداتِ فِعلكِ العفوِية ، لأنكِ الزرعةُ التي
تُعطِي فِي حصَادِها الخيرُ و الحُسنى ، معكِ أشعُر بالفرحِ يركضُ نحوِي و يقع فيّ تماماً .. ينتفخ ينتفخ ينتفخ .. للحدِ الذي أُحس فِيه أن المدَى صدرِي ،
و أني أبْهجُ مِن أن ابتئِس و أرحَبُ لاتساعِ الضيقِ ، ومعكِ أنتِ عرفتُ ملامِحي المُرتاحَة برضاءٍ آمِل ، عَرفتُ أختاً بوسعِ عطائِها أن يضُمنِي بعيداً
عن كُل إنحناءَةٍ يتوجعُ مِنها ظهرِي ، ديمةٌ تُطيب خاطرِي في كُل وهنٍ أعيشُه .. تتبسمُ لتقُول أنا هُنا ، فتُطرحُ أوهانٌ أخرَى مِن جيبِي ..
و يسُد فراغَها الوِدَاد .
أنتِ .. أنا .. كُلنا .. أكبر مِن أن أكتُب ، كُل ما أعرفه ، أن لي قلبٌ يُحبكِ الأكثَر ، أني مُدركة ٌ تماماً أنكِ السندُ في العوْزَة ، و الطِيب فِي الغُربة ،
و الحياةُ فِي التعب .أنكِ يا بسمتي .. عينِي الـ تُبصِرُ الأشياء بحلاوَة ، أنكِ تلك الرُوح الثابتةِ فيّ كروحِي ، تلك َالتِي إن تراخَتْ سقطتُ و إن قَامت
شددتُ بالبهجةِ إلي . أنكِ نعمةُ الله الجمِيلة .. تلك التِي أذكرها فِي الدعاءِ ذِكرَ نفسي .. أن يحفظَها الله لي .. أن يُديمها الله لي .. أن يُثبتُها أكثر
في قلبِي .. أن أعيش بِها : )