منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - أحلام مُستغانمي ...
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-18-2010, 07:44 PM   #2
شوق علي
( ..|وَيَرْتَديها الْجُنون‘ )

افتراضي


كان والدها "محمد الشريف" من هواة الأدب الفرنسي.
وقارئًا ذا ميول كلاسيكيّ لأمثال Victor Hugo, Voltaire Jean Jaques, Rousseau,
. يستشف ذلك كلّ من يجالسه لأوّل مرّة.
كما كانت له القدرة على سرد الكثير من القصص عن مدينته الأصليّة مسقط رأسه "قسنطينة"
مع إدماج عنصر الوطنيّة وتاريخ الجزائر في كلّ حوار يخوضه.
وذلك بفصاحة فرنسيّة وخطابة نادرة.
هذا الأبّ عرف السجون الفرنسيّة, بسبب مشاركته في مظاهرات 8 ماي1945 .
وبعد أن أطلق سراحه سنة 1947 كان قد فقد عمله بالبلديّة,
ومع ذلك فإنّه يعتبر محظوظًا إذ لم يلق حتفه مع من مات آنذاك (45 ألف شهيد سقطوا خلال تلك المظاهرات)
وأصبح ملاحقًا من قبل الشرطة الفرنسيّة,
بسبب نشاطه السياسي بعد حلّ حزب الشعب الجزائري.
الذي أدّى إلى ولادة ما هو أكثر أهميّة,
ويحسب له المستعمر الفرنسي ألف حساب: حزب جبهة التحرير الوطني
وأمّا عن الجدّة فاطمة الزهراء, فقد كانت أكثر ما تخشاه,
هو فقدان آخر أبنائها بعد أن ثكلت كل إخوته, أثناء مظاهرات 1945 في مدينة قالمة.
هذه المأساة, لم تكن مصيرًا لأسرة المستغانمي فقط.
بل لكلّ الجزائر من خلال ملايين العائلات التي وجدت نفسها ممزّقة تحت وطأة الدمار الذي خلّفه الاستعمار.
بعد أشهر قليلة, يتوّجه محمد الشريف مع أمّه وزوجته وأحزانه إلى تونس كما لو أنّ روحه سحبت منه.
فقد ودّع مدينة قسنطينة أرض آبائه وأجداده.
كانت تونس فيما مضى مقرًّا لبعض الرِفاق الأمير عبد القادر والمقراني بعد نفيهما.
ويجد محمد الشريف نفسه محاطًا بجوٍّ ساخن لا يخلو من النضال,
والجهاد في حزبي MTLD و PPA بطريقة تختلف عن نضاله السابق ولكن لا تقلّ أهميّة عن الذين يخوضون المعارك.
في هذه الظروف التي كانت تحمل مخاض الثورة,
وإرهاصاتها الأولى تولد أحلام في تونس.
ولكي تعيش أسرته, يضطر الوالد للعمل كمدرّس للّغة الفرنسيّة.
لأنّه لا يملك تأهيلًا غير تلك اللّغة,
لذلك, سوف يبذل الأب كلّ ما بوسعه بعد ذلك, لتتعلَّم ابنته اللغة العربيّة التي مُنع هو من تعلمها.
وبالإضافة إلى عمله, ناضل محمد الشريف في حزب الدستور التونسي (منزل تميم)
محافظًا بذلك على نشاطه النضالي المغاربيّ ضد الاستعمار.
وعندما اندلعت الثورة الجزائريّة في أوّل نوفمبر 1954
شارك أبناء إخوته عزّ الدين وبديعة اللذان كانا يقيمان تحت كنفه منذ قتل والدهما,
شاركا في مظاهرات طلاّبيّة تضامنًا مع المجاهدين قبل أن يلتحقا فيما بعد سنة 1955 بالأوراس الجزائريّة.
وتصبح بديعة الحاصلة لتوّها على الباكالوريا,
من أولى الفتيات الجزائريات اللاتي استبدلن بالجامعة الرشّاش,
وانخرطن في الكفاح المسلَّح.
ما زلت لحدّ الآن, صور بديعة تظهر في الأفلام الوثائقية عن الثورة الجزائرية.
حيث تبدو بالزي العسكري رفقة المجاهدين.
وما زالت بعض آثار تلك الأحداث في ذاكرة أحلام الطفوليّة.
حيث كان منزل أبيها مركزًا يلتقي فيه المجاهدون الذين سيلتحقون بالجبال,
أو العائدين للمعالجة في تونس من الإصابات.


______________________________









نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

- غيرة
أغــار من الأشياء التي
يصنع حضوركَ عيدها كلّ يوم
لأنها على بساطتها
تملك حقّ مُقاربتك
وعلى قرابتي بك
لا أملك سوى حقّ اشتياقك
ما نفع عيد..
لا ينفضح فيه الحبُّ بكَ؟
أخاف وشاية فتنتك
بجبن أُنثى لن أُعايدك
أُفضّل مكر الاحتفاء بأشيائك
ككل عيد سأكتفي بمعايدة مكتبك..
مقعد سيارتك
طاولة سفرتك
مناشف حمّامك
شفرة حلاقتك
شراشف نومك
أريكة صالونك
منفضة تركت عليها رماد غليونك
ربطة عنق خلعتها لتوّك
قميص معلّق على مشجب تردّدك
صابونة مازالت عليها رغوة استحمامك
فنجان ارتشفت فيه
قهوتك الصباحيّة
جرائد مثنية صفحاتها.. حسب اهتمامك
ثياب رياضية علِق بها عرقك
حذاء انتعلته منذ ثلاث سنوات
لعشائنا الأوّل..
***
- طلب
لا أتوقّع منك بطاقة
مثلك لا يكتب لي.. بل يكتبني
ابعث لي إذن عباءتك
لتعايدني عنك..
ابعث لي صوتك.. خبث ابتسامتك
مكيدة رائحتك.. لتنوب عنك.
***
- بهجة الآخرين
انتهى العام مرتين
الثانية.. لأنك لن تحضر
ناب عنك حزن يُبالغ في الفرح
غياب يُزايد ضوءاً على الحاضرين
كلّ نهاية سنة
يعقد الفرح قرانه على الشتاء
يختبرني العيد بغيابك
أمازلت داخلي تنهطل
كلّما لحظة ميلاد السنة
تراشق عشّاق العالم
بالأوراق الملوّنة.. والقُبل
وانشغلت شفتاك عني بالْمُجاملات..
لمرّة تعال..
تفادياً لآثام نِفاق آخر ليلة..
في السنة!

 

شوق علي غير متصل   رد مع اقتباس