:
مسابقات و سقوط !!
يقول علي رضي الله عنه " لاتستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه " !
السالكون الدرب اياه ليسوا وغيرهم سواء - ولاتشرفهم المقارنة - ومن تسابقوا في الدروب الاخرى ذات الصيت المرتفع في الصفقات المشبوهة في بيع الاخلاق بمزادات رخيصة !
اولئك الذين يجمعون بثيابهم ماعجزت عنه ايدهم فتتكشف عوراتهم بعد ان اكلوا التراث وماحوله ( اكلا لما ) واحبوا المال والحلال ( حبا جما ) وفضحوا عوراتهم ليتهم سكتوا واكلوا ما تيسر لهم من ذلك المدعوم وطنيا، بل يعيبون على المستور ثوبه ، حين لم يفكر بخلعه !
حققوا سقوطهم بتحقيق اهدافهم على حساب العيش باستمراء التسول واخذه شعارا عاما يجتمعون تحت قدمه ليرتفعون ماديا ويسقطون بقدره !
أمانة الشعر ( ثقيلة ) ، لايستطيع حملها من اعتاد سقط القول من اولئك الدجاجلة المرواغين ممن يلبسون المروءة نهاراً ويخلعونها ليلا ، لايجيدون التعامل معه باحترام ، أو النظر له بشيء من الرقي .
ها نحن نرثي محمود درويش وهو لا ينتمي إلى قبيلتنا ، لأنه ينتمي إلى قبيلة الإنسان وقبيلة الشعر .
ونتقرفص أمام المعري لنتعلم منه فلسفة الشعر وحياة الشعر وشعر الفلسفة ..
ونتداوى بجراح المتنبي لنتعلم الألم والأمل والشعر الخالد ..
ولا نزهد في شعر أبي العتاهية كي نتعلم زهده وخلقه الرفيعة كشعره المرتفع ..
وتعرق جباهنا هلعا ورهبة ونحن بحضرة الحماسة عند ابي تمام ..
ونغني مع أبي النواس دون ان نشرب الا خمر الشعر معه ..
ونبصر ما لا يبصر الآخرون بعيني الأعمى بشار الذي لم تعمَ بصيرته بعد أن وصف لنا الألوان أكثر مما نعرفها فكانت الصور تنقاد لنا بابعاد ثلاثية عالية المستوى والدقة !
ونفتح زهر القلوب لأبي القاسم الشابي حين يلملم الشوك بأصابعه لننعم - بعده - بالورد :
انّ شرّ الجناة في الأرض نفس
ـــــــــــــــــ، تتوقّى، قبل الرّحيل ، الرّحيلا
وترى الشّوك في الورود ، وتعمى
ـــــــــــــــــ، أن ترى فوقها النّدى إكليلا !!
ونستمع لا ندري أإلى صبح فيروز أم لمساءات شوقي ام للسلطنة الكبرى لعبدالوهاب ، فنرفع الصوت عاليا عالياً ...
( يا جارة الوادي طربت وعادني ) !!
أم إلى المغني أو لابن لعبون ولكنه حتما لصوت الشعر والشاعر والمغني :
يا علي صحت بالصوت الرفيع !
فنصيح : زدنا فيقول :
(ضحكتي بينهم وأنا رضيع
ـــــــــــــــــ، ما سوت بكيتي يوم الوداع!!
ونهتز شوقا وطربًا وولعاً وغيرة ربما كلما أنشدت امرأة في زوجها ماتثار به غيرة الازواج قبل الزوجات بصيغة المرأة الحازمة كريح ، الدافئة كدمعة ، فنشعر بقلبها ونراه غضا طريا ..
ونرتشف من قهوة القاضي بعد أن نشتعل بصبابة الهزاني وفتنة العوني ومعلقات الخلاوي هذا الصوفي المتفرد المغرد البارع ..
مرورا ببعض شعراء هذا الجيل ممن حلقوا بالشعر وغردوا داخل السرب وخارجه .
هذا هو الشعر الذي نشعره ، نعرفه ، نقدره ، نحترمه ، نكتب له ونتعتق به دون أن تملى علينا شرط الاستماع وافرازات المسابقات التي سرقت أموال الناس وسطحت الشعر وقتلت الذائقة !!