اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة م.عبدالله الملحم
في زمن قل فيه الــ وفاء
لا يكتب الا الانقياء
كـــ أنت يا يوسف
زدتني فضولاً لأن اقرأ
ســ أمتطي جواد الــ (قوقل)
فائق تقديري
::
|
الغالي على الدوام / عبد الله
تشرفت بمرافقة حرف الصادق محمد دياب في أحد المنتديات وكان بيننا تواصل صوتي عبر الهاتف ثم حالت بيننا الأيام
حرفه يعيدني لأيام كان الحرف الجميل في متناول اليد بينما عزّ وجوده في هذا الزمن
كل الحب والتقدير أستاذي
,
,
طوابير العيون الجائعة
كنت أجر ظلَي المتعب في درب صادف أن مر من أمامي حينما داهم سمعي رنين أساور معصمها.. كان الطقس ساخنا وشمس الظهيرة توشك أن تلامس الرؤوس فتتفجر في الأجساد أنهار المياه المالحة، وهذا الحضور الأنثوي قد جاء في غير أوانه، فالظهيرة موعد قيلولة القلوب..
لا بأس أن تتباطأ قدماك، فبيننا وبين انطفاء النهار ساعات مزدحمة بطوابير العيون الجائعة، فالموعد لم يحن بعد، والنوارس لم تعد بعد، وجدَة لم تخرج من البحر جنٌية ترمي شباكها على الشاطىء لتغازل الغرباء وعابري السبيل بعد..
عمَال البلدية يمسحون عبارات الحب من جدار عتيق في الزقاق، و"روشن" في آخر الطريق يســــقط ضحكــات أشبه برنين فضة، بينما تلفاز المقهى الخالي من الزبائن يعرض ــ في الظهيرة ــ قصة حب مكسيكية ساذجة !
في إحدى البرحات القريبة تجمهر بعض الناس حول جسد هزيل انهال عليه أحدهم بعصاه، لقد تورط صاحب الجسد الهزيل في علاقة بامرأة، وتلفزيون المقهى ــ خارج الطقس ــ لا يزال يعرض قصة الحب الساذجة !
أجر ظلي المتعب بتناقضاته، اختبىء خلف كومة من الظلال تشكلت خلف أحد العمالقة، يرمقني بنظراته.. احتج صارخا في وجهه:
ــ إن ظلك يحدث ازدحاما في الشارع !
أهرب من أمامه إلى "فاترينات" تعرض ملابس نسائية، أحشو تلك ا لملابس بخيالاتي وأسير مثقلا من سوق الندى إلى "قابل" فــ "العلوي" .. وجوه كثيرة قابلت، لم أعرف منها أحدا، لم يعرفني منها أحد، ربما كنت مشغولا في تلك اللحظات باستعادة ماكتبه الإمام الغزالي عن المرأة وكذلك العقاد وقاسم أمين وفرويد و سيمون دي بوفوار ..احتج على المتنبي وأبي فراس الحمداني وبلزاك الذين يرون أن شهوة المجد تتعارض مع أن يسلم الرجل زمامه أمره إلى امرأة.. فالمجد امرأة يا كل هؤلاء !!
وفي النهاية، كنت أدلف إلى بوابة المسجد العتيق بحارة المظلوم حينما كان الأذان يتعالى:
الله أكبر .. الله أكبر..
خلعت حذائي عند البوابة .. خلعت أفكاري المضطربة عند البوابة أيضا..
وارتفع صوت الإمام بالقرآن:
" قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم".
محمد صادق دياب