[نور الفيصل]

.
كثيرا ما يستعصي عليّ البوح وأنا في حالتي هذه ، تجف أصابعي من حبر البوح لك
أعلم أن الحروف التي تنز منها رائحة الفقد تغلبني كل مرّة ، لكنني أتخيلني قد أمتلكت قامة هائلة العلو
لأستطيع رؤية مقطع عرضي للسحاب ، ربما مددت يدي نحو تلك الجبال لاتحسس أنصالها الموجهة للريح ، وربما فتحت ذراعاي كشراع لأضم حفنات من الغيوم البيضاء لأصنع لك منها وسادة لتستكين عليها روحك .. أشعر بدفاتري أرضٌ وعيناي سماء .. تتباعد عني الحروف كيما أراها خجلا احيانا ،
وتتقارب كمن يحنو على فطيم .

في الفقد كل الأشياء متساوية
مذاق الأشياء يصبح باهت ، والصمت يغدو جلادا لا ينوي مغادرة .

ولكن السؤال الذي يلح عليّ كمطر مالح
كيف للسخرية أن تصبح صنعة البعض ؟!!
يصبح كل شئ قابلا لأن يكون مشروع رواية ساخرة ، فصولها عابثة ، وأبطالها لا مبالين

سـ ع ـو د
أتصدق .. أشعر أن حرفي يصبح جافاً كروحي
أُشبهُ من عانى نوبة سعال حاد فتيبست حتى ملامحه ، واصبح يستجدي الهواء شهيقا !!
حتى غيابك الذي كان يمنحني طاقة البوح أصبح الأن يجتر الألم فقط .

سـ ع ـو د
كيف لهم أن يفهموا ، كيف لمن يعتقد أنه يعرفني حق المعرفة أن يفهم أو أن يدرك أن وجعي بك
لن يتوقف يوماً .. مغروس أنت بين حنايا الروح .. وقدّر غيابك أبدي .

أصبحت الزنبقات هذا العام سبعة عشر زنبقة ، منسق الزهور الذي يحصي أغصان الورد يوقظني من شرود .. أتحبين أن أضيف أي نوع آخر من الورد سيدتي ؟!
تأتيه ابتسامتي التائهة كأبدا .. لا يجب أن تكون زنبقاً أبيض لا غير .
أحمل باقة الحمائم البيضاء وأغادر نحوك ..
كل ما أملكه هذه الليلة منك هو دندنة صوتك مع أم كلثوم " دليلي احتار " والزنبق الأبيض
وأحتار دليلي أيضا يا سعود ..

احتار دليلي .. فحيرني وحير كل من أحبهم .. لهذا سأفقدهم تباعاً .. وحدك تعلم .. وحدك أنت تعلم !!


أأستطيع القول لك هذا المساء .. كن بخير .. !!


روح النـور