منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - أخيط يوم هجري
الموضوع: أخيط يوم هجري
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-01-2010, 02:27 AM   #3
بثينة محمد
( كاتبة و مترجمة )

الصورة الرمزية بثينة محمد

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 20

بثينة محمد غير متواجد حاليا

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إبراهيم الشتوي مشاهدة المشاركة
بدأ من العنوان ( أخيط يوم هجري) الذي أتى بمعنى واضح وكدلالة عامة عن مضمون الخاطرة وأن كنت أرى أن لا نسلم للقارئ مفاتيح النص مباشرة ، وذلك ليضفي عليه نوعا من العمق ، وربط دلالاته ، فاللذة تكمن في الغموض المصاحب برؤية ورؤيا خاصة للكاتب ، كذلك قولكِ (جعلتني أحب الوداع .. و أرتجيه ..) تمنيت أن تلجي للنص بلا مقدمات بحيث يكون الاستهلال بقولكِ (و صرت كامرأة تخيط في زاوية الغرفة...) ليعطي النص قوة وعمق آخر ، فكان للسرد هنا بعد آخر عندما كان الخطاب بضمير المتكلم لاستشفاف تلك الذات المكلومة ، وفتح فضاءات الروح أمام إضاءات البوح ونقل الصراع الداخلي ( المونولوج ) بشكل أدق وأرق ، ،و عادة ما نلجأ لصيغة المخاطب حين يكون البطل عاجزا عن سرد قصته لمانع ما كفقدان الذاكرة أو الغيبوبة أو الصدمة النفسية " حسب ميشال بوتور "
وهنا ترتقي ( الأنا ) الساردة أعلى قممها النفسية لتزيح ولو جزءا يسير عما انتابها من تلك التجربة القاسية ، كما أن هذه الصورة تعد نقطة التحول (و صرت كامرأة تخيط في زاوية الغرفة ) فصارتدل على تحول المبتدأ من حال إلى حال ، وكرمز للبناء الذي يأتي بعده هدم ، فهنا التقاطه جميلة وتصوير للحالة العامة لأجواء النص خصوصا أن ( الغرفة ) هنا دلالة على الحياة و( الزاوية) دلالة عن الضيقة والتعب والكتمان ، كذلك في قولكِ (ثم أستفيق على غزة من الإبرة و نقط متتابعة من الدم تسيل .. ) دلالة على الإفاقة والصدمة وانهيار البناء ونقض الغزل بعد نسجه وحياكته ،ثم تأتي بقية الإيماءات لتمتد من خلالها مشاهد السرد مثل ( لى ثوبي الباهت المعتق بظلمة سجنك ) ( و أركم عليه غبرة الجفاء )
أما في هذه الصورة المقلوبة أتت كدلالة على العتق من هذا الحب الفاجر والتخلص منه وعدم الالتفات للماضي المقيت ( و في النهاية يغدو وَثَنًا .. يكفر بك .. و أمتدحه على ذلك .. و من ثم أكسركمامعا .. و أرحل ..)
وإن كان هناك من ملاحظات فأتمنى التعمق في نقل الفكرة بشكل أدق والبحث عن تراكيب جديدة لم يتطرق إليها الغير مثل هذه الصور المكررة (و أركم عليه غبرة الجفاء .. و طين الاهمال .. ) من خلال توظيف الاستعارات بلغة عالية نتعرف من خلالها على أسلوبك الجميل في السرد كما في هذه اللقطة الجميلة (حتى الكحل .. يرفض الخروج من خِبأه . ) وأنت ِ قادرة على ذلك لما تتمتعين به من تجربة سردية جميلة و ما يحمله معجمكِ الغوي من بحر زاخر بالروعة والبهاء .

فشكرا لكِ وللوعي الذي يسكنكِ ..

تقديري .
ثق في أني سأضع هذه الملاحظة في عين الاعتبار نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

شكرا صادقة و واسعة .. تحياتي نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

التوقيع




بثينة محمد غير متصل   رد مع اقتباس