[ رسالة وردّ ..غَطَاهَا ! ]
:
وَصَلَتْنِي هَذِه الرِّسَالَة من أحد القُرّاء الأعزّاء .. وَهذا نَصُّهَا :
كَاتِب زَاويَة ~ إلاّ رُبْع ~ خالد صالح الحربي بعد التحيّة
قُلت في مجمل حديثك عن الشّعر الحقيقي بأنّهُ ذلك الذي نجدهُ
فيما تُقَدّمهُ لنا هوليود من أفلام ، هلاّ أوضحت هذه النقطة
ولكن رجاءً بدون فلسفة !_ سعد الشّاذلي _
وأُجِيب :
أخِي سعد شُكراً لقراءتك قبلَ كُلّ شيء ، بَعد كُلّ شيء شُكراً لـ إراقتك هذا التّساؤل
على طاولة زاويتي المُتواضِعَة إلاّ بِقُرّائِهَا ،
بخُصُوص تساؤلك أقُول :
فِي سينما هوليود الكَامِيرا تَتَحَدّث وأبعاد المَشهَد تتحدّث والإضاءة تتحدّث
والحديث أيضاً يتحدّث ! كُلّ ذلك يتحدّث شِعراً .
لَن أُسَمّي لكَ أفلاماً مُحَدّدَة ولكنّي سأمنَح ذائقتك وعينك وَوَعيَك حُريّة الإنتِقاء والمُشاهَدَة ،
حتماً لن تتثائب ! ونظراً لضِيق المِسَاحَة سأعرِض لكَ ومن الذّاكِرَة بَعضَ
ما علِقَ بِهَا من الشِّعْر ولاحظ بأنّ ما سأعرِضُهُ مُتَرجَم ـ
بمعنى أنّهُ فقَدَ نسبةً كبيرةً من سِحْرِه .
:
مَشْهَد أوّل :
على طَاولة كانا يجلسان فتىً وَ فتاة ، الفتاة شَقْراء وفاتنة
والفتى لا يُشْبِه " تركي حمدان " ! ، كانا في لحظة تجلّي
في بداية تعارفٍ على ما يبدو .. وقد دار هذا الحوار بينهما:
هُوَ : ماذا أطلب لكِ؟
هِيَ : شَبِعت !
هوَ : كيف ؟ لقَد كُنتي جائعة !
هِيَ : قبل أن ألتقيك !
هُوَ : وبعد لحظة صمتٍ قصيرة ممزوجة بشيءٍ من الارتباك والحُبّ !
.. هل تُشبهين أمّكِ ؟!
هِيَ : بِحُزن لا أدْرِي !
.. " أمّي ماتت وهيَ تلدُني
سَرَقْت أوّلَ نَفَسٍ لي من آخِر نَفَس لَهَا " .
:
مشْهَد ثَاني :
قالَ الثّانِي مُستنكراً ونافياً ما سَمِعَهُ من الأوّل
لَم أسمَع بِهَذَا الأمر مِن قَبْل !!
فأجابَهُ الأوّل :
عَدَم سماعَك لأمرٍ مَا
لا يَعني عَدَم حُدُوثَهُ !!
:
مَشْهَد ثالث :
أحدُهُم قالَ مُعبّراً وكان في حالة يأسٍ وَ ضَعْف
" هَبَطَ عليّ يأسي كَـ عباءة ! "
:
:
السؤال المُهِم :
متى نجِد مثل هذا الشعر في قصائدنا الشعبيّة ؟!!
*
العَدَد : 231
1/ مارس / 2009 م