منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - [ حَيْ ]
الموضوع: [ حَيْ ]
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-01-2010, 09:52 AM   #17
وَرْد عسيري
( شاعرة وكاتبة )

الصورة الرمزية وَرْد عسيري

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 21

وَرْد عسيري غير متواجد حاليا

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعد الصبحي مشاهدة المشاركة

تعلمين ياورد كما أعلم جيّداً ,
بأنه حكى تفاصلينا الصغيرة جداً قبل أن نولد ,
يعرفنا جيّداً هو ,
يُحب ويعتب ويخاصم ويواسي ويحنّ ويتغزل ويبكي ويضحك ويصبّح ويمسّي
ويترجّى ويرتجي ويبتهل ويعيـش ... ,
ويفعل كل الأشياء داخلنا ولكن بطريقته المُغلّفة بالنيّة البيضاء جداً والطيبة ,
بريشته التي تُشبه قلبه كثيراً , بالحنيّة في صوته , بقلبه المُتعب الذي غادره
لينبُض فينا !
حَـيْ










هُو صَوتُ الأمسِ الذي نُبصرَهُ فِينا ، ذالك الصوتُ الصادق الذي نَرَانا فِيه بهيئاتنا البيضَاء ، بِنحنُ الطاهرون . نَرى المِهَاد .. نَرى ضحكاتُنا الأُولى ،
و تمُر عليْنا سَوءَة الكِبر ، و الوقتُ الذي استجوب علينا فِيه أن نمضِي و نترُك ، أن نبلعَ بُكائَنا و نضحك ، أن نُجمعَ كُل شيءٍ اختَصَت
بِه المسافَة الفائِتة و نرمِيه إلى جانِبها . ذَلك الجانِب الذي يطُل على التناسِي ... ولا ننسَى ، قُل لي فقط يا سعد في ( آه ) ظفاير شعرها كم مِن
مساحةٍ متعبة تتوسعُ في صدرِ رجل ؟!

هُو صوتُ اليوم بصبرِنا و مجاملتِنا للحَياة و مُداولتنا الروتِين بظرفٍ يُزين الأوقَات بالقدرِ المُستطَاع ، يحضُر حَتى في ابتسامتِنا لِطفل .. أو عجوزٍ
تغفو كُل حِين ... و زوجُها ينهرُ أحفاده فيما يسمعُون و يطلبُ طلال ليسند رأسه على كفهِ و ينسى ما حولَه و عجوزَهُ و يبتسم . هو موجودٌ
حَتى في نفسِنا ، في ذِكر بدر ، في الغيمِ و صدرِ السماء ، في ذاكرةِ الغياب و حضُورِ العشق ، في طلبنَا الرحمة و الجنة لهُ دون أن ننتظر مِن
أحدٍ جزيلاً أودونما مُجاهرة بالدعوَةِ و أسرَارُنا غائبة عنها . وُديون جداً .. إنسانيُون جداً في ذكره .. ، لأنه و معه يمنحنا كثيرَنا الخيّر الذي
تجاهلناهُ يا سعد .. و غبنا في دوَامة الحياة .

هُو صوتُ الغد الذي نُرتِبه معه ، كَـ هوسِي في تهيئي لجهاز الآي بود قبل النوم .. لأسعَى في طريقِي باكراً أسمعه ، أُجهزَهُ لأنهُ في حقيقة
الأمر أكبَر مِن ذَاكرَة و أوسعُ مِن عُمر و أينعُ من فن . أُعطِيني بهِ أملاً أُتمِم بِه يومِي الطويل الشَاق . لأن ما بعدِ هذه الأيامُ طموحٌ بنيتهُ يوماً كان يغنِي فيه
و أنا في حَضنِ أبي أتمتم : سأصبحُ طبيبة إذا كبُرت . بات تجديدُ السعيإلى حُلمي مرتبطٌ به بطريقةٍ لا يُصيبهَا العطَب أبداً . أو تدري ؟ هُو
رُبما قولِي لصديقتِي : لابد أن يتوارَث أبنائِي حُب طلال ، أن يتوارَثهُ أحفادِي أيضاً ، أن يطُول ذكرُه فِي مَن يجيءُ مِني من بعدِي لأطول
مُدة ٍ يقدِرون . هُو تماماً في [ .. و يعيش ] الذي كتبتها أنت و أزهرت في قلبي أشياءً رطبة .




كُل شيء : )



-

 

التوقيع

أعرفُ أنني أمضي إلى ما لستُ أعرفُ *


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

وَرْد عسيري غير متصل   رد مع اقتباس