منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - [ فِي رِحَابِ المُصْطلح ] : -11-الشكلانية ..(( منابع لاتنضب ))
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-01-2010, 12:41 PM   #22
د.باسم القاسم
( شاعر وناقد )

الصورة الرمزية د.باسم القاسم

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 624

د.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعةد.باسم القاسم لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي مصطلح / المتلقي / (( نظرية التلقي /نظرية الاستقبال ))


ثانياً : القارئ الحقيقي :

وهو ذلك الشخص الذي يشتري النص ليقرؤه وهو ليس من جمهور المؤلف ..وهو الذي قد لايفترضه المؤلف كقارئ أثناء كتابته للنص ..وهو الصدفة التي لم يحسب لها حساب .. (( أليس هناك فرق بين أن يذهب أحد عشاق نزار قباني ليشتري دواوينه وبين الذي يشتريها وهو لا يعرف نزار قباني من الأصل )) إنه خارج بنية النص ولايمكن الاستدلال عليه من خلال السياقات النصية الواردة في النص ..
وعنده تبدأ حدود النص بالانهيار إذ يخرج النص والنقد معاً إلى فضاء الثقافة العامة بكل ما يؤثر بها من تاريخ وعلم اجتماع وإيديولوجيا وحالة نفسية وتحيز سياسي ولأتحمل المسؤولية وأطلق عليه مسمى (( القارئ الغائب )) فهو الذي يغيب عن حسابات المؤلف والناقد ..
هذا القارئ الحقيقي دارت عليه رحى مناقشات مدرسة التلقي ..ومجموعة الاختلافات
حول مايلي :
- هل يقوم القارئ بإسقاط اهتماماته ورغباته على النص أم أن النص هو الذي يفرز هذه الاهتمامات ؟
- هل المعنى وإنتاجه يكون في النص أم لدى القارئ أم لدى المؤلف أم لدى الفضاء الثقافي أم في اللغة كمؤسسة اجتماعية تتجاوز الجميع ؟
- كيف يتفق القراء على معنى ما في نص معين ؟

كل هذه الاختلافات تم الإجابة عنها من خلال أربع جهات :

_ جهة تنازلت للنص عن جميع الأدوار ليحكم عليه

_ جهة أقامت القارئ حكماً ومنتجاً لكل ما كان للنص من مفرزات

_ جهة قالت بأن المعنى هو منتج عن تفاعل جميع الأطراف الأدبية وغير الأدبية

_ وجهة اعتمدت نظرية التأويل وأطلقت مايعرف بـ /أفق التوقع /

(( وهم جماعة مدرسة كونستانس )) (ب)

والتي عرفت أفق التوقعات بأنه مجموعة التوقعات الأدبية والثقافية والتاريخية التي يتسلح بها القارئ عن وعي أو غير وعي ..وذلك قبل تناول النص ..

وأترك الحق لي و لكم أيتها السيدات والسادة من أعضاء أبعاد وزوارها في الدخول ضمن هذا النقاش وكلٌ يدلي بدلوه وحججه لترجيح على أية جهة يتم تحميل المسؤولية ...

(2) ماهو منهج القارئ في التلقي والاستقبال :

تعددت تصنيفات منهجية القارئ أثناء تناول النص وسأورد لحضراتكم هذا التصنيف والذي أعتبره مهماً في إيصال فكرة مدرسة التلقي ..
وصاحب هذا التصنيف هو الأستاذ أيمن صالح في كتابه (( تلقي النص الديني ..)) وقد أورده كمايلي :

تلقي غير المهتم /تلقي المغرض / تلقي المقتصد / تلقي البياني / تلقي المختص / تلقي المتدبر
  • تلقي غير المهتم :
وهو أن يباشر المتلقي فعل التلقي، استماعاً أو نظراً، دون أن يعبأ بالخطاب ذاته أو بمعناه، وهو نوعان:


ً1- هو لا يريد الوصول إلى معنى الخطاب أيّاً كان المعنى، لكنه يتحصل له شيء على الرغم من ذلك، كمتصفّح الجريدة - مثلاً – عن خبر معين. فيقع نظره على كثير من النصوص التي لا يبتغيها قبل الوصول إلى مبتغاه.
ً2- هو يهتمّ بالخطاب لكن لا لمعناه، وإنما لشيء آخر غير المعنى، كرجل يستمع إلى أغان تقال بلغة هو لا يفهمها، للحصول على الطرب

تلقي المغرض :
هو الذي يبغي الوصول إلى معنى لا يؤدّيه الخطاب – وإن كان قد يحتمله لغةً احتمالاً بعيداً– يريده بسبب أو لآخر. فالمغرض هو الذي يريد أن يوظّف الخطاب لغرضه وهواه، لا لغرض قصده المتكلّم. وفيه قال الله عزوجل: "يحرّفون الكلم عن مواضعه" (النساء: 46). والجدير بالذكر هنا أن المغرض يطّلع على المعنى الصحيح للنص، ولكنه يحاول أن يصرفه إلى غير ما أراده المتكلم لغرضه متعمّدا


تلقي المقتصد :
المتلقي يبغي الوصول إلى المقصود القريب للمتكلم، ولا يكلف نفسه محاولة الوصول إلى المقصود أو المقاصد الأبعد. فهو يقتنع بما يدل عليه النص بعبارته، أو بظاهره. مثال ذلك من قراء قول الله تعالى: "إذ دخلوا عليه فقالوا سلاماً قال سلامٌ." فأدرك حصول التحيّة من الملائكة لإبراهيم، وبالعكس. ولكن هذا المتلقي لا يلتفت إلى سبب الرفع على كلمة "سلامٌ" في حكاية إبراهيم عليه السلام بدلاً من النصب الذي سبق في تحيّة الملائكة "سلاما ًً". وذلك لقصد إفادة الجملة الاسمية الدوامَ والثبوتَ، بخلاف الفعلية فإنها تفيد الحدوث والتجدّد


تلقي البياني :
وهو أن يكون المتلقي مبتغياً الوصول إلى المعنى المقصود من النص فحسب، سواء أكان أصلياًّ أم تابعاً، منطوقاً أم مفهوماً، فلا يحتفل بالمعنى اللازم غير المقصود. مثال ذلك قوله تعالى: "وكأين من نبي قاتل معه رِبّيّون كثير" (آل عمران 146) فالمعنى المقصود هو أنه: كم من نبي قاتل معه رجال كثُر، فأصيبوا نتيجة القتال، لكن ذلك لم يفتّ في عزيمتهم، أو يضعف من معنويّاتهم، وهناك معنى لازم وراء هذا النص، وهو تثبيت قلوب من أصيبوا في "أُحد"، وتصبيرهم، والشدّ على أيديهم

تلقي المختص :
وهو أن يريد المتلقي الوصول إلى معنى خاص يؤديه الخطاب، سواء أكان هذا المعنى مقصوداً للمتكلم أم لازماً غير مقصود، فإذا كان يبحث عن معنى عقدي في نص شرعي فهو كلامي، أو عن معنى تاريخي في نصّ فهو مؤرّخ، أو عن معنى لغويّ فهو لغويّ، أو عن حكم شرعي فهو فقيه...

تلقي المتدبر :
وهو أن يريد المتلقي الوصول إلى كامل معنى الخطاب، أي إلى كلّ المعاني المقصودة أصلاً وتبعاً، وكلّ المعني اللاّزمة غير المقصودة. مثل أولئك الشراح والمفسرون الذين غايتهم البحث عن كل معنى ممكن للنص.

فهذه هي أنماط تلقي النص التي ثبتت بالاستقراء. هذه القسمة تدلّ على أن المتلقي مصطلح عام تحته مصطلحات مختلفة يمكن لنا استخدامها نظراً إلى غاية المتلقي في تلقّيه النص .

أحببت أن أنقل إلى حضراتكم هذا التصنيف بحذافيره لما وجدت فيه من موسوعية وإحاطة وسهولة في الأمثلة..ربما سينتابنا بعض المتعة هاهنا وهذه المتعة هي سر التعاطي مع نظرية التلقي وكأنها منهج مفتوح على كل الآراء ..


مار أيكم !


السيدات والسادة أعتقد أنني لابد أن أتوقف هنا لترك الفرصة للسيدات والسادة القراء لتناول ما تم طرحه آنفاً ..


ولابد من العودة للمتابعة ..

دمتم بخير

هوامش :

أ- ((مصطلح الكفاءة والقدرة)) :

يعنى بالقارئ الذي يـُعتبر مـُنتج ثقافي مؤسساتي يتجاوز كل تطلعات وتوقعات المؤلف والناقد أيضاً
ب- ((مدرسة كونستانس جمالية التلقي )) :

تأسست على يد رائديها المشهورين (هانز روبير ياوس / و/فولفجانج أيزر)
ولقد انصب اهتمام هذه المدرسة على تجليات الفن كفاعلية إنتاجية لدى القارئ واعتبرت أن الخيال الأدبي هو أفق للحقيقة التاريخية وأن العالم الحقيقي هو أفق للعالم الخيالي وأبرز ما أنتجته هذه المدرسة هو القول بأن العمل الأدبي في منظور جمالية التلقي يمتلك قطبين أساسيين: القطب الفني، والقطب الجمالي. الأول يشكل نتاج الممارسة الإبداعية لدى المؤلف، والثاني يشير إلى التحققات المرصودة من قبل القارئ وإن موقع الأثر الأدبي إذن هو حيث يلتقي النص والقارئ.


وأكد الدارسون على أن (جمالية التلقي) لها القدرة على انتزاع الأعمال الفنية من الماضي عن طريق التفسيرات الجديدة وعن طريق ماتسلح به المتلقي الجد يد من آفاق تاريخية وسياسية واجتماعية ونفسية ، وترجمتها إلى حاضر جديد، وجعل التجارب المختزنة في الماضي سهلة المنال مرة أخرى، أو -بعبارة أخرى- طرح أسئلة يعاد طرحها على يد كل جيل، ويكون فن الماضي قادرا على الحوار معها، وعلى أن يقدم إلينا الإجابات عنها...

ومن هنا تأتي خطورة وأهمية هذا الطرح ..إنه الفرصة الذهبية لأن تقول رأيك بالموروث والمكتسب سلفاً وهو ما يحكم على حياة النص ونقض الإجماع على مجموعة المعاني المستقاة من النصوهنا يكتسب النص درجة التفوق من حيث قدرته على الصيرورة مهما تعدد الزمان والمكان ..وهذا ما أطلق عليه شخصياً ((حياة النص ))..*


المراجع :
# - نظرية التلقي : ياسر نديم القاسمي
كلّية معارف الوحي والعلوم الإنسانية
الجامعة الإسلامية العالمية ، ماليزيا
# - النص والحقيقة /نقد النص ..(علي حرب) الدار البيضاء ..
# - دليل الناقد الأدبي ميجان الرويلي /سعد البازعي
# - أرشيف كتابات معاصرة
# - كتاب نظرية التأثير والجمالية : طراد أون
# - مقال ( أوركسترا ) لصبحي حديد عن كتاب قاسم حداد ( فتنة السؤال )
* دراسات موت اللغة د.باسم القاسم




" يتبع "

 

التوقيع

emar8200@gmail.com


التعديل الأخير تم بواسطة د.باسم القاسم ; 02-01-2010 الساعة 12:52 PM.

د.باسم القاسم غير متصل   رد مع اقتباس