اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عطْرٌ وَ جَنَّة
لِأني أحبّ الْقِراءة لَك يَا سَعد ,
وَ الْاغتسال بالرُّوح الْمُتعبة التي بَيننا , آثرتُ هَذه اللحظة الْتِي أكون فِيها مُلائِمة لِنصك .
حيثُّ الْفَجر الآن غُلامٌ بِدائيّ فِي يدهِ قطعة فَحمٍ صَغيرة و َ يُحاول تحبيّر مَلامحي , التي أعلمُ أنّها فِي قَبْضةِ الليل وَ أمّهات الْرّيح
اللاتي يَغَزلن الْظَلام بِاحترافٍ عَلمهن إيّاه الْجَزَع الَبَاكِي ,
وَ أنْتَ أنْتَ كَما دَائِماً , بِكامل صَباحك يَا صَاحِبي , تَكتُب بِإحساسِ الْتِلاوة شَيئاً حَزيناً وُ مطمئنا لِلمَطر , تَضع كفّك عَلى أكتافهن بِحنيّة الأبناء الَّذين يُحبهم الله ,
و تَنسابُ كظلٍ مُلوَّنٍ صَالحٍ بَين أصَابع الْغُلام وَ تفعل مَا يفعلهُ لإعادة الأزمنة إلى وَجْهِي ,
فَائِقٌ فِي الْحُلم أنت
وفِي عَيني سَتبقى الْكَاتبُ الَّذي أحب الْقِراءة له
الْكَاتب الْفَريد جداً ,
|
هذه الروح ,
يؤرّقها الرحيل والفقد يا أسماء ,
الرحيل بين القُرى التي تنام حزينةً وخاشعةً وخائفةً أكثر من غيرها تماماً كالأمّهات
والفقد برائحة المطر الذي ينساب الآن في صدري ويبلل جفاف أضلعي
برائحة الحُلم الباكي فرحاً في وجهك
الذي يحنو على غدِي الذي لازال في المهد , لا زال يضحك بصدرٍ محشوّ بالحنين
ودعوةٍ بأن يكتمل نموّ الفجر حتى يغدو صباحاً طاهراً ومطمْئِناً للغلام اليتيم
تماماً كقلبك !