منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - رسَالة ، !
الموضوع: رسَالة ، !
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-04-2010, 09:40 PM   #1
تركي الأحمد
( كاتب)

الصورة الرمزية تركي الأحمد

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 0

تركي الأحمد غير متواجد حاليا

افتراضي رسَالة ، !


[ سَيدتِي:
اتَجهِي الىَ سَريركِ قَبل قِراءَة رسَالتِي - أرجُوكِ - ] ..

.
.

*
مَع كُل بِداية لَيل ، تُشرقُ شَمسَ فقدكِ ،
وَتتوغّل أشعتُها المُتغَطرسه بِداخلِ جَسد وَجعي المُنهَك ..

.
.
*
معَ كُلِ صَباح ، تَنسكبُ القَهوة فَوقَ حَواسّ أُمنياتِي ،
تَنبت شَجرة مِن التَساؤُلات، تَنمو أجوُبتها - المُرّه- بسُرعَه ..
.
.

*
يَتنَاسبُ غِيابكِ المُسَرطن ، مَع وَجعي المُستفحِل تنَاسُباً قَسِرياً ..
وَيُصبح قَابلاً لِـ الإنكِسار / الاحتِضَار ..
.
.

*
عِندمَا أوقِد سَجَائِر فُراقكِ - الضَارّه- بِـ قِداحَة حُبكِ المُلتهبَه ،
تَتلوث رِئتَا أحلاَمِي وَتُصبح قَابلة لـ الإختِناق ..وَتكونُ سَبباً رَئيساً لـ المُوت ..
.
.
*
سَألتني عَنكِ ، الحَلوىَ اللذيذة التي تَركتيهَا فَوق طَاوِلة الغِياب المُستَديمَه ..
ليتكِ تَركتِ بَعضَ الأجوِبَة التي لم استَطع إجَابَة -الحَلوىَ - عَليهَا !
.
.
*
اليَوم ،
أكتبُ لَكِ رسَالة لَن تَقرأيها أبَداً - حتى لو أَردتِ ذَلك - الآن .. يُخيّلُ إليكِ أنّكِ تَقرأينَهَا ، وَلكنّ الحَقيقَة أنهَا - سَراب - ..تحاوُلِينَ بِعفوية مُطلَقة أن تُمسكِينَ بهَا ، وَلاتُفلتِينَهَا ..أنْ تُثبتينَ لـِ نَفسكِ أنها لَيست سَراباً ..أنْ تتَأكَدي مِن رَائِحة عِطري ممزوُجَاً بِنكهَة حُبي لَكِ ، بَين طَياتها وَفوقَ سُطورها وَفي هَوامِشِهَا حتى! ..أنْ تَتأكَدي مِن أنها خُطّت بِيدي التي كَانَت تحَضِتنكِ دَائماً ، ..أنْ تمرريهَا فَوقَ عَينيكِ السَاحِرتين، لـِ يَرتدّ إليكِ وَعيكِ ،وَفوقَ خَديكِ النَاعِمينِ لـِ تَشعُرينَ بحرَارةِ شَوقي إليكِ ، وَتزرعينَها بحديقتك الغَنّاء ، لِتنُبتَ لَكِ مَاتَشَائينَ مِن الأيَام التي لَن تَعودَ أبداً ، وَتمشطينَ بهَا أطرَافكِ المتشَابِكَه ، وَتواسينَ بها خَطيئةَ غِيابَكِ ، وَتجعلينَهَا تَرتيلةَ إدمَانكِ، وَباكُورةَ ضَياعكِ ،..
.
.
*
غداً ..،
سَتُشرق شمَسُ بُكائِكِ مِنْ جَديد ،
وتتَفَتقُ قِشرةُ صَبركِ الرقيقة ،
وسَـ تَذبلُ الأحلاَم التِي كُنتِ تسقينها أمَانيكِ البَريئة..
.
.
*
اعلمي سيدتي :
أني ارى دَمعتكِ الحَارّة ، رُغمَاً عنكِ ، وَعن الإبتِسَامَه التي تحاوُل تَظليلَ بُكَائكِ وَحجبِ أشعةِ النَدم مِن خَِلالها..وأنّي أشَاهدكِ كُلّ يَوم ، كَيف أنّكِ تَكتبينَ اسمي عَلى جِدار الذكرَيات ، وَتَرسمينَ صُورتي الملّونَه بِكراسَتكِ البَيضَاء ، وَتنُصتينَ لـِ شَوقي إليكِ القَريب مِن اذُنيكِ ،وَالذي يَهتفُ بكِ / إليكِ ، وتَشعرينَ بيّ جِوارك ، وَتغنينَ كُل صَباحٍ ، لـ أسمعكِ واطرب بصوتكِ الفَاتن ..
.
.
.

*
لذلكَ سَيدتي:

[ ..دَعِي الرِسَالة فَوقَ الطَاوِلة ..
واستَمتعي بِنَومٍ هَادِيء ..]

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

اعزفُ عَلى جَسدُكِ الأملسْ مَاأشَاءُ مِن المقطُوعَات المُوسيقية الصَاخِبة، بأنَاملَ لايشُبعهَاالاأنتِ

تركي الأحمد غير متصل   رد مع اقتباس