[جمال الشقصي]

:

سيغبطكم العالم أحياناً كثيرة إلى درجة الحسد ربما، ستستلف النجمة من جيوب ألببتكم ضوءاً أبدياً لها مادام الخارج من حولكم يدنو لحظة بلحظة إلى درك العتمة أو العتيم. إنني فخور جداً بكم، بتواجدي بين هذه الذائقة المجبولة بماء ذهب

الفكر، ولست وحدي فحسب من يجلّكم ويقرؤكم سلام الغياب للحضور، بل إنهم أصدقائي الذين ينتظرونكم دوماً في بستان الورس بباقة تقدير وإجلال.

:

أعترف بأنني لم أكن مهيئاً للكتابة في (شيفرة شاعر) ولا لأجلها، ذلك أن الوحدة التي تغزوني ليل نهارٍ باتت تحبس صوتي ووقع قدميّ خلف غرفة العزلة، وها أنا أختار أن تكونوا عوضاً عن هذا الكاتب بين الناس، نظراً لحاجة جمال الماسة لجمال ذاته..

الذي يحمله في الداخل، وما من أحدٍ قبلي يشرفه تمثيلكم له في حال غيابه، وإن وجد من هو قبلي فإنني اول حاسديه على نعمةٍ يندر أن يهبها الله لأحد منتسبي الكتابة والشعر.

:

سلام من البدء وحتى جمرة الخواتيم في هذا المتصفح، تلك الجمرة التي يستحيل لها أن تنطفئ في داخلي المثلوج ما حييت، سلام لواهبي أعواد الثقاب في ليل الشتاء القارص. سلام لأبعاد بلا مسميات أو تسميات، سلامي لقلوبكم التي زرعتُ فوق

نبضها خيمة الغريب، وعمرتُ في أقفاص صدروكم مدينتي الصغيرة.. قريتي الصامتة.. كوخي الذي أسال ريق أفخم القصور غيرة منه وعليه.

:

بكل ألوان الحب.. ممنونكم.. وتحيتي تصل لكم ولأجلكم فرداً فرادً من مرفأ الغياب، من عابرٍ على هامش طين القصيدة..

Jamal