[عبدالناصر الأسلمي]

كنت أتصفح بعض المجلات الشعرية الشعبية

ومثل كل مرة لا يعجبني فيها شي غالبا

وفي مرة التي كنت أقرا فيها نصوصا لشعراء واستأت كثيرا مما

كتبه الشاعران الجميلان عبدالعزيز الحبيتر وعبدالعزيز الفراج

وسأبدأ مع الحبيتر حيث كتب قصيدة عنوانها " ما علموك " قال في أثنائها

ما علموك ان الجفا مطعمه كير

وانك كريم بوحشتك وبجفافي

هنا لم يوفق عبدالعزيز الحبيتر في الوصف واقتناص المعاني

وسأبدأ معه بالشطر الأول

حاول الحبيتر ايصال معلومة لمحبوبه تفيد بأن جفاه كطعم الكير " هذا ما قرره "

لكن التساؤل المفترض على القاريء هو.. هل يوصف الكير بسوء الطعم

أم بسوء الرائحة ؟؟

انا أقول بسوء الرائحة...

لماذا؟؟

لأن الكير يُستنشق استنشاقا ولا يؤكل

أو يشرب حتى نقول ان طعمه سيء...وإليكم الدليل

حديث الرسول صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وسلم تسليما كثيرا

حيث قال:

" مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل

إما أن تبتاع منه أو تجد منه ريحا طيب أو أن يحذيك, ونافخ الكير

إما ن تجد منه ريحا خبيثة أو أن يحرق ثيابك "

لا حظ عزيزي القاري

لم يذكر المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنك تجد طعم الكير السيء

بل قال رائحته ولا يختلف اثنان ان الرسول قد أوتي جوامع الكلم

وأنه أفصح من ظهر على هذا الوجود.

هذا بالنسبة للشطر الأول

أما الشطر الثاني

فقد قال عبدالعزيز الحبيتر

وانك كريم بوحشتك وبجفافي

هنا أراد الشاعر تبيان ان محبوبه يحمل صفة الكرم في كل أحواله

لكن أن يأتي بها مقابل صفتين لا يجمعهما تضاد ولا طباق فهذا دليل

ضعف البلاغة لديه حيث جمع الحبيتر بين الوحشة والجفاف مقابل كرم محبوبه

وانا أتساءل عن سر جمع هاتين الصفتين هنا..ماالسر فيه؟؟

أم أن القضية جبر للقافية!!

قد يقول قائل ان الشاعر قصد من مقابلة الصفتين

مع كرم المحبوب ان المحبوب كريم في نظر الشاعر مهم بعد عنه لدرجة ان

يتلهف للقياه وكريم حتى بحالة الجفاف التي تصيب الشاعر جراء البعد,

لكن هذا التفسير بعيد جدا حيث اننا نقرأ شعرا والمعروف ان الشعر هو ما

هزك معناه بأقل الكلام الموزون والمقفى لا المطول المحتاج لشروح كثيرة.

ثم يقول الشاعر عبدالعزيز الحبيتر

وان النخل ما مل صوت العصافير

عشان تهجرني مراكب ضفافي

هنا لدي تساؤل قد ذكرته لشاعر سبق الحبيتر في جمعه بين النخل والعصافير

ماهي علاقة النخل بالعصافير ؟؟

هل لأنه شجر؟؟ أذن قل " وان الشجر ما مل صوت العصافير..ولا تخصص النخل

أم هل تقصد ان النخل مأوى العصافير؟؟

فأنا هنا أخالفك ياعبدالعزيز

لأن النخل لا تأوي إليه العصافير ولا الطيور ولا تبني أعشاشها فيه

حيث أنه بلا أغصان والعصافير لا تقف إلا على الشجر ملتف الأغصان.

هذا بالنسبة للشاعر عبدالعزيز الحبيتر.

،،،،،،،،،

أما الشاعر عبدالعزيز الفراج فقد ذكر أشياء لم تعجبني كقاريء وتمنيت لو أنه لم يقلها

لأنها لا تليق بمتكلم عادي جدا فضلا عن شاعر بحجم عبدالعزيز الفراج،،

يقول الفراج

في معرض قصيدته الموسومة بـ " سوالفك حلوة "

انا دخيل الخد والطرف الكحيل

وانا دخيل الشفتين وذلها

هنا جاء الشاعر بمعنى مطروق من قبله وهو " انا دخيل الـ...إلى آخره

وليس هذا ما أردت الوقوف عنده بل " وانا دخيل الشفتين وذلها "

ما معنى ذلها هنا ؟؟ وهل الشفتان ذليلتان أو هناك ما يجعلهما ذليلتين!!

انا أتساءل هل تنذل الشفاه ام تكتنز وتتورم حسنا وجمالا او حتى تتورم ألما

ثم يكرر الشاعر المعنى المستهلك للهفة بقوله أنا دخيل الردف

هنا استأت حقا ..لماذا؟؟

انا أقول لكم

لو جاءنا شخص لا علاقة له بالشعر وقال لمحبوبه امام الناس

أنا دخيل ردفك فما هي ردة الفعل الطبيعية لهذه الكلمة؟

أدنى عاقل سوف يقول له بالشعبي " كَفْوَكْ "

هل يعقل أن نقول شعرا أنا دخيل الردف

وأين هي الشاعرية هنا في هذا الوصف

ثم يقول الشاعر عبدالعزيز الفراج

كانك بتلقى داخلي شيٍ جميل

هذي تراها صورتك وافطن لها

لو جئنا مثلا وحذفنا صورة المحبوب من داخل الفراج

هل سيبقى هناك جمال فيه ؟؟ على تقريره لمحبوبه فلن نجد شيئا جميلا

غير ما ذكره عن صورة محبوبه..وانت اخي عبدعزيز الفراج ألا يوجد بك

شيء جميل !!!!

لا زلت أتساءل

إلى هنا يكفي وسوف أعاود الوقوف على قصائد أخرى

مع تساؤلات على قارعة الشعر