مؤسس مجموعة عدسات عربية.. عبدالله الظاهري:
" الـصـورة رافــقـتـني فـي كـل مـراحـل حـياتـي.. وعـشـقـهـا نما مـعـي.."
الفنان عبدالله بن صالح الظاهري المكنى بأبي ناهض، المؤسس الأول لمجموعة عدسات عربية والأب الروحي لكثير من الفنانين السعوديين،
يعتبر مرجعا فنيا وأدبيا واجتماعيا.. سخر وقته وجهده وماله لخدمة الفن الفوتوغرافي واحتضان المواهب.. في هذا الحوار تجول بنا في عالمه الخاص:
* ما تأثير بداياتك (الفلمية) على عصر (الديجيتال)؟
هذه البدايات رسخت المفاهيم وكشفت الأسرار، وفهمها أفادني كثيرا في فهم التقنية المتطورة، وأقدر كثيرا ما حدث من نقلة نوعية وكيفية طالت أدوات التصوير (الديجتال).
* كيف تقارن نظرة المجتمع للتصوير والمصورين قبل عشرين عاما مع ما هو عليه الآن؟
كانت النظرة في السابق مليئة بالشك والريبة وفي أحسن الأحوال كانت مظنة للإثم والمعصية، حتى قيض الله علماء أجلاء مثل سماحة الشيخ محمد بن عثيمين
الذي أوضح بجلاء أن الصورة ما هي إلا حبس للظل، فعندما ترى صورة حيوان مثلا فأنك غالبا ما تبادر إلى تسبيح الله على بديع صنعه فتعيد الأمر إلى خالقه.
* العميد عبدالله الظاهري.. كيف جمع بين صرامة العسكرية وشفافية الفن.. وما تأثيره عليك؟
امتثالا للتوجيه الكريم أعط كل ذي حق حقه. كانت حياتي في كل مناحيها تتمثل التوجيه النبوي الكريم : (إذا عمل أحدكم عملاً فليتقنه)، وهوايتي ساعدتني
كثيرا في تخفيف وطأة تكاليف الحياة وأعباء العمل والأسرة، فالإنسان يحتاج للهواية في كل مراحل حياته، يلجأ إليها حين تشتد الضغوط.
* ما أقرب أنواع التصوير لقلبك؟
التصوير العفوي وليد اللحظة المعبر عن أفكار أو فلسفات تحملها اللقطة.
* ما الذي قدمه عبدالله الظاهري لخدمة السياحة في المملكة؟
لاشك أن توثيق المناطق السياحية والتاريخية والجمالية بالصورة يعكس الوجه الحقيقي للمملكة في الداخل والخارج، ومن خلال قسم (عدسات سياحية) نسهم في تشجيع السياحة الداخلية
بتبادل المعلومات والصور عن مدن المملكة والتعريف بها، مما يلفت الأنظار لمناطق في وطننا الحبيب تستحق الزيارة، بجانب إقامة مسابقات صيفية لأجمل صورة وأجمل تقرير سياحي.
* ما المكان والزمان الذي يستثير أبا ناهض للتصوير؟
ليس هناك زمان أو مكان بعينهما، إنما كل لحظة تصادف صفاء وسكينة وتكون أدواتك معك حاضرة.
* لكل فنان مراحل يعلو ويخفت فيها عطاؤه.. ما أقوى المراحل بالنسبة لك؟
هذه المراحل مرت بي بعد التقاعد وقبل التعاقد لعملي الحالي، كانت فترة ثلاث سنوات تفرغت فيها لممارسة هوايتي دون قيود، واستمتعت خلالها كثيرا بالتصوير.
* كيف بدأت فكرة إنشاء منتدى فوتوغرافي وما أهدافها؟
خلال الفترة ما بين عامي 2001 و 2003 م كنت أتصفح وأشارك في منتديات أجنبية، وكان يسوؤني ويضايقني التفسخ والإباحية التي يتعرض لها أبناؤنا وبناتنا في تلك
المنتديات، وحينها عقدت العزم على إيجاد منتدى يسد هذا الفراغ ويقدم لأبنائنا وبناتنا بيئة نقية آمنة خالية من كل ما يعيب أخلاقنا وقيمنا، وقد أعانني عليه ثلة من الأخيار،
وقد لا تصدقني إن قلت إن النجاح الذي حققته عدسات عربية لم يكن ليتحقق لولا توفيق الله ومن ثم جهود كوكبة رائعة متناغمة متعاونة ومتفانية من المشرفين والمشرفات
الأفاضل، الذين ظلوا وما زالوا في سعي دؤوب وعمل متواصل على مدار الساعة لخدمة المنتدى وأعضائه ومرتاديه.
* مجموعة عدسات عربية ورغم أنها غير ربحية تقدم العون المادي لكثير من النشاطات.. ما المردود الذي تجنونه؟
هو لا شك جهد المقل المقصر، ولكننا نسعى لتوفير إمكانية لتنمية هذه الهواية الجميلة في من يميل إليها من النشء، وملاذ آمن وبيئة جميلة لممارستها.
* الفوتوغرافي وكغيره من الفنانين يتميز بالحساسية الشديدة.. هل تعدها نعمة أم نقمة؟
من الطريف أن ازدياد الحساسية في الفلم أو (السنسور) في كاميرات (الديجتال) يشوه الصورة وتدعها غير مرغوب فيها أحيانا كثيرة، فهي مثل الغيرة لدى الإنسان
قد تفسد عليه صفاء حياته إن زادت عن حدها الطبيعي، والغيرة عرض من أعراض الحساسية تعاني منه بنات حواء على وجه الخصوص، فإن استسلمن لها ربما دمرت حياتهن،
وقد ينجح الفنان الذكي في توجيه هذه الحساسية للارتقاء بمنتجاته الفنية وتطويرها، وما لا شك فيه أن الحس الفني المرهف عامل مهم وعنصر هام للوصول لنتائج جميلة لا يقدرها أصحاب الحس البليد.
* هل راودتك فكرة إصدار كتاب يوثق أعمال الفنانين ويكون نتاجا سنويا للأعمال المتميزة؟ وهل من معوقات؟
هذا الأمر ضمن مخططاتنا المزمع تنفيذها قريبا ؛ وهناك ورشة عمل تجهز لتنفيذ هذه الفكرة وترتب له وسيرى النور قريبا
بإذن الله، وليست هناك أية معوقات وإن وجدت فبجهد العاملين من وراء الكواليس سنتغلب عليها بحول الله.
* هل هناك ثمة فارق بين الصورة المدروسة والصورة العفوية؟
الصورة المدروسة تأتي أقرب للمثالية والإتقان الفني والتقني لكون منفذها يعد لها أحسن الظروف والإمكانات، غير أن نجاحها يتوقف على الفكرة وجودة التنفيذ
والتوزيع، فيما الصورة العفوية غالبا ما تأتي وليدة اللحظة وتكمن براعتها في قدرة منفذها في اقتناص اللحظة مع التمكن من أدواته وضبط الإعدادات المثالية
حسب ما تتيح له اللحظة والهدف، وغالبا ما نخرج بلقطات رائعة توثق لحظات ذهبية لا تقدر بثمن، ومعظم الصور المشهورة والناجحة تكون ثمرة هذا النوع من التصوير.
* يلاحظ مؤخراً انقسام المنتديات ومواقع التصوير الفوتوغرافي حسب مدن المملكة وضواحيها.. بصراحة : ما رأيك؟
أعتقد جازماً أن ذلك مفيد لتتمكن هذه المواقع من احتضان أكبر قدر ممكن من الهواة واستيعابهم،وتعدد المواقع يوفر خيارات تلبي احتياجات كل فئة وطبيعة بيئتها وهذه مدعاة للتنافس البريء
وتحفيز كل مجموعة للإبداع، وقد دأبنا في عدسات عربية على تشجيع كل الجماعات الناشئة ومنحهم الفرصة والمساحة للإعلان عن نشاطاتهم وفعالياتهم بكل المودة والمحبة إيمانا منا بأهمية نشر ثقافة الضوء.
* التصوير (فن وذوق وأخلاق).. كيف ترى هذه العبارة في واقعنا الفوتوغرافي؟
بحمد الله،هي موجودة ومنتشرة بين أوساط الغالبية العظمى من أبنائنا وبناتنا، ونسعى لتعزيزها وتعزيز ثقافة الحوار والاختلاف
وثقافة تقبل الآخر واحترامه والسعي لقبول هذا التنوع لإثراء الساحة الوطنية بعناصر قوة وجمال تزيد من ألق هذا الوطن الغالي.
* ما الدافع لإنشاء (مخمليات) عدسات عربية؟
آثرنا منذ التأسيس التركيز على إتاحة مساحة لبناتنا وأخواتنا لممارسة هوايتهن في قسم مشفر خاص يوفر لهن بيئة آمنة ليتناقشن بحرية ويتقابلن
دون تطفل المتطفلين، ثم تطورت الفكرة لتنظيم ورش ورحلات خاصة بهن في الرياض وجدة والمدينة المنورة والشرقية تمكنهن من ممارسة هوايتهن في
بيئة تراعي خصوصيتهن ؛ لنعلن للدنيا أن الفتاة المسلمة في ظل عفافها وستر حجابها يمكنها ممارسة هوايتها بكل حرية في مجتمع سعودي مسلم نعتز به ونسعى للحفاظ عليه.
* ماذا عن المصورين المبتدئين.. ماذا قدمتم لهم؟
تشجيع المواهب من أولوياتنا وكل عضو جديد يجب عليه الالتحاق بقسم عدسات واعدة أولاً حتى تتطور قدراته،ومن ثم الانتقال إلى الأقسام الأخرى.
وفي الواعدة تجرى مسابقة (أول كليك) كل شهر لتحفيزهم وصقل قدراتهم وتطويرها، واشكر الأستاذ المبدع عبد الله الهزاع صاحب فكرة المسابقة.
* متى تنضج تجربة المصور؟
بعد التقاط آخر صورة في حياته.
