منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - [ بعضُ فرح ] ..!
الموضوع: [ بعضُ فرح ] ..!
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-14-2010, 11:28 PM   #383
فرحَة النجدي
( كاتبة )

الصورة الرمزية فرحَة النجدي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 745

فرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي ضبـــاب !





نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة






يوم أمس صباحاً ، كان الجو ضبابياً جداً ، و الرؤية تنعدم على بعد مترٍ واحد من حيث أقف .. خرجت ، أعجبني الجو جداً ، أدرت محرك السيارة انتظرت حرارتها حتى ترتفع ، تحركت قاصدة جهة عملي التي بت مؤخراً أستاءُ منها كثيراً جداً ، و أشعر بضيق في صدري كلما قصدتها ، فهناك يسلبون الطمأنينة بدمٍ بارد ، يقلدونك تعباً نفسياً مؤلماً ، و يقتلونك كبتاً .. العجيب أنهم يرتدون كلهم ما له لون النقاء ، السحب ، الثلج ، القطن ، الفرح .. و لكن أغلبهم ليسو ملائكة بل شياطينٌ تحاول تغيير مادة خلقها .. كنت أقود سيارتي ببطءٍ شديد ، و أستمتع بالجو ! كان الضباب كثيف جداً حتى لكأنه غيومٌ بيضاء مائلة للشفافية تتحرك كموجاتٍ تتبع بعضها بعضاً .. لم أشغل أية إنارة ، و لم أسترجع لحظتها ذكرياتٍ قديمة لأيامٍ دراسية مضت تعلمنا فيها بأن الإضاءة الصفراء قد تساعد في حالات كهذه ، كنت مستمتعة و قانعة جداً بالجو ، هاتفت أمي : لا أكاد أرى شيئاً ، فأخذت تردد بلهفة أن عودي ، حياتك أهم من عملك .. ابتسمت و أخبرتها بأني سأهاتفها حالما أصل ، و أغلقت الخط .. لا أعلم لم أخبرتها في حينه ، و لكن بعد تفكرٍ في الموضوع استوعبت أني بحاجة إلى كثير من الإهتمام كما أسرت لي صديقتي يوماً بعد انفصالي عن شريك حياتي ، و قد صدقت ، فأنا قد أصبحت كطائر فقد نصفه الآخر و يحتضر على طريقته ! إلتقطت صورة ، أحببت الجو كثيرا ، كان يشبه الجو الذي يحيط قلبي ، فالضباب يلفه بإحكام كـطفل في المهد .. قلبي لا يستطيع هو أيضاً الرؤية بوضوح ، و لا يقدر على اتخاذ قرارات يحرز بها تقدما في حياته العاطفية و أحرز بذلك أنا تقدماً في حياتي ، رُبما وجدته مؤنساً لي و يشبهني كثيراً لذا ارتحت كثيراً لوضعنا المشترك .. كنت أسير و الطريق من على جانبيّ شبه خالٍ و إن مر أحدهم فمؤكد لن يعرفني حتى لو كان يعرفني ، فالضباب يعمل بإخلاص في إعدام الرؤية و ذلك يعجبني ! كم كنت أتمنى أن لا يعرفني أحد كلما استلمت أحد طرقي مشياً عابرة بوجوه و أشياءٍ تتذكر مروري عليها معه فترمقني بنظرة شفقة ، و لكن ذلك لا يحدث ، فمراتٍ كثيرة أقف للسلام على هذا و ذاك و هذه و تلك ، حتى الذين لا أستطيع هضمهم أضطر لأسكت ضوضاء معدتي بعدهم بحبوب مهدئة و أتنازل عن قهوة يومي و لكنني أقف للسلام عليهم .. حين وصلت ، حزنت قليلا ، أخذت نفسين عميقين مشبعيّن بشيء من الضباب الذي لفني حال خروجي من السيارة ، و حبستهما قليلاً لأترك أثراً منهما في داخلي ، ثم زفرتهما على عجل ، و أنا أهم بالدخول إلى المقبـ .. ، أ أأقصد جهة عملي .. قررت أن أحب هذا اليوم بشدة فقد أهداني شيئا من متعة على الريق .. هاتفت أمي ، أخبرتها بأن الأمر كان أشبه بالمغامرة فلأول مرة أقود سيارتي في جوٍ كثيف الضبابية كهذا ، و إلتقطت صورة للضباب أيضاً فما كان منها إلا أن قالت و هي تزفر: أنتِ مجنونة ! ضحكتُ و ودعتها و شرعت في تأدية واجبي ..



 

التوقيع



قَدْ سَفِهَتْ عُقولُ بَعْضِ الّناسِ حَتى اعْتَبَروا
قِلَةَ الّتَأَدُبِ مَعَ اللّهِ في أطروحاتِهمْ أَدَباً .!!


.



لله رب العالمين ،
ثابتة على قيَّمي نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


My Facebook
https://www.instagram.com/alnajdi_f/

فرحَة النجدي غير متصل   رد مع اقتباس