منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - حي على الرثاء
الموضوع: حي على الرثاء
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-15-2010, 10:39 AM   #6
سميراميس
( Shouq )

الصورة الرمزية سميراميس

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 16

سميراميس غير متواجد حاليا

افتراضي




حي على الرثاء ، حي على الهجاء
حي على العزاء ، حي على إزعاج الموتى



كنت قدْ كلفّت ملائكة القلب أنْ تقبض روح صديقي حتى تلفظه فيافي القلب في مكان قصياً
غريب ٌ ذلك الموت يبدو مطمئناً / خاشعاً ! يشبه فردوس الخلود
و السماء أمطرت تفاحاً يشبه رجلا ً قضى جُل حياته واقفاً خلف رابية اليقطين
ظله يشبه عشقاًً عتيقاً لا يليق به شوقاً و لا تقريظاً
و لا لوعةً و لا سهداً و سهراً
و لا كلمة حب أو أغنية تسقط سهواً من مراهقةٍ صاخبة !
بإختصار /
يشبه كل شيء كان هنا
ثم لم يعد
قيمة الأشياء نلتقطها أثناء فراغها ، و بعد الإكتواء من لُهب فقدها
جناية الفقد و التخمين ، وَ تواريخ خرساء
أظن أن صديقي الميّت كان يعلم تماماً أنني أخبئ كل أشيائي ـ هناك ـ في تلك العُلب
وفي المنحدر الأول ، كانت الساعة تغص بالحماقات النرجسية
و التي تعلمت لاحقا ً كيف أن أخبئها بضفائري ،
و لكنني فجئت به يعلم مكان أشيائي كلها ، كلها !
كانت العُلبة الأكبر أكثر ما تُتقن نبوءة الإرتجاف لثمة وجع
نساه الميت ْ بعد موتٍ مع حبر و كحل
أكل شيء راح إلى العدم حقا ً ؟
كان خطأهُ جسيما ً و قد فنى ،
و لكنني سمحت للولهِ أن يهاجمني ذات صباح
اوووه نسيت !!
نسيت حقا ً
نسيت أن الشوق ثوب تقليدي/ بدائي لا يليق بمعاطفنا التي تدثرنا يا صديقي الميّت !
نسيت أنه يجب أن يظل حبيس العُلب ،
و أنني سأظل صائمةً الأعين و مُستدركة لألف شهقة
أتعلم أنَّ حديث العُلب قد مات أيضاً ، و لا عجب
فعلبتي لم يعش بها أرنباً !
و هذا الحديث المقطّر ، وَ تلك السماء الثامنة ، و ذكرى الشوق الذي يغازل الباب دون أن يدخل ،
كل الأشياء التي كفرت بها لم تغفر لك هذا الخطأ الأوحد ، و فنيت كأن لم تكن / عدماً
و كل الغضب الغافي تحت ألسنة الرماد ، اشتعل لهيبه
عندما سمعني أغني " متى تسكن رياحك " !!
نسيت !
و أخرستني " النرجسية " لأتعلق بزفرة عبد الرحمن بن مساعد
إنكفأت ، و ألتقطت العزاء بك مرددة " حي على النسيان ، حي على النرجسية "
و لكن
هل أنا مُلزمة بأن أعتنق عقائد الشمس القائلة بالعدم ..!
هل أنتهى كُل شيء بالعدم ، بعد أن جاء بتمام التفاصيل .!
هل قبضت ملائكتي روح صديقي حقاً ..؟ ماذا هي فاعلة لو أخبرتها بتلاعب مشاعري
و أنني أريده حيّا الآن ..؟
بالكاد ستحولني لانثى جدائلها أفاعي كميدوسا الإغريقية التي لقاها الشاعر الإيطالي دانتي ايجيري في طبقة جحيم مدينة الاموات " ديس "


بدور الشمراني مبتكرةٌ أنتِ وَ نغمة الإنتقام تنعم بسلامٍ مستباح نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
عوفيت يا غدق
.

 

سميراميس غير متصل   رد مع اقتباس