قبلكَ ..
كنتُ ضالة في مدن التيه ..
غارقة في بحر من حزن ..
فقدتُ إيماني حتى بكينونتي .. لم أعد أُحبني ..!
أقيم كل ليلة سرادق عزائي ..
وأستكين في كفني .. أتصاغر .. أتصاغر .. حتى يأتي النهار ..
أحاول أن أستعيدني في عيون الشمس ..
أنزفني في سطور البوّح ..
وألمّع المرايا .. وتنكرني ملامحي ..!
كل شيء كان يوحي بالموت ..
لعنة الغياب ..
لوعة الهجر ..
وزمن الصمت ..
والمرأة التي أعياها الإنتظار .. فتشظت ندماً ..
كنتُ بحاجة إلى معجزة تستنهض روحي من أرصفة الحكايا الباكية ..
كنتُ بحاجة إلى لحظة تتجاوز الزمن إلى خارج مداراتي لتجمعني بالحب ../ الحلم ..
كنتُ بحاجة إلى تقاطع كوني يعيد ترتيبي .. بل تشكيلي .. من جديد ..
كنتُ بحاجة لكَ .. أنت ..!
على أنقاضي .. أشعلتُ شمعة ..
رفضتُ المستحيل الذي يسكن عين الوقت ..
رفضتُ موتي دون أن يدري بي أحد ..
رفضت مشاعر الإنهزام .. وعيون الإنتصار التي تبحث عن إنكساري ..
جفت كفي .. نبتت لي أجنحة ..
إلتقيتكَ في طرف حلم ..
في إنتباهة صدفة ..
لم نتواني .. سابقنا خطواتنا ..
بقميصٍ ممزق بأظافر نسوة المدينة .. وقلب متعب من زمن الفقد .. جئتني ..
وبروح ضالة وجدت هدايتها لديك .. جئتك ..
إستغرقنا في اللحظة ..
بكل ظمأ الدنيا .. شربناها ..
وبكل إرتواءاتها إخضرت شجرة الحب ..
تبللت غصون الشوق ..
فاض الحلم ..
ولم نرتوي ..!
كنتَ مختلفاً ..
بدءاً بك .. وإنتهاءاً إليك ..
كنتَ رجلاً على مقاس حلمي .. بكل تفاصيله حتى الصغيرة ..
تشغلني يدك .. أجري في خطوطها .. تتساقط أسماء ووجوه .. وأحتل زمنك ..
تضمني إليك .. أشعر بأنفاسك تسابق أنفاسي ..
ويضج صدري بك ..
أشعر بإنتمائي كلي لك ..!
تمددتَ في كل جهاتي ..
تكاثرتَ في داخلي ..
أشعر بكَ ولدي ../ رجلي ..
وأكبر بين يديك ..
أغادر عوالم الطفولة وأنا أتعلق بثوبك ..
وأعانقكَ حبيبتك ..
أنا كلُ ماتريد ..
أنت كل ماأتمنى ..!
على شرف حبك ..
سأقيم إحتفاليتي ..
سأقذف كل تاريخي في النار .. وأتيك ..
خالية الوفاض من كل شيء .. ممتلئة بك ..
أُكتب على صفحات روحي .. قصيدتك الأخيرة ..
بطعم الحب ..
وشكل الجنون ..
في برواز من فرح ..
في كوخ من قوس قزح ..
يجاور الغيم ..
يهطل مطراً فتربو القوافي ..
وينتشي مجلس الحب ..
ونكتمل على ضفاف القصائد ..
ويبدأ عرس الحروف ..!