منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - عطش بائعة الكبريت/ قراءة انطباعية
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-07-2010, 04:33 PM   #1
عارف سرور
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية عارف سرور

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 291

عارف سرور لديها سمعة وراء السمعةعارف سرور لديها سمعة وراء السمعةعارف سرور لديها سمعة وراء السمعةعارف سرور لديها سمعة وراء السمعةعارف سرور لديها سمعة وراء السمعةعارف سرور لديها سمعة وراء السمعةعارف سرور لديها سمعة وراء السمعةعارف سرور لديها سمعة وراء السمعةعارف سرور لديها سمعة وراء السمعةعارف سرور لديها سمعة وراء السمعةعارف سرور لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي عطش بائعة الكبريت/ قراءة انطباعية


عطش بائعة الكبريت!!
حين تقرأ النص يجب أن تتمعن في النص جيدا
مهم جدا أن لا يؤثر أسم كاتب النص على محتوى النص
بمعنى ليس بالضرورة أن تعرف كاتب النص وأن يكون أسماً معروفاً في ساحة الشعر
محزن جداً أن يكون الحكم على النص الشعري
خصوصاً النسائي منه أن نرمي كرة الثلج صغيرة بـ من كتب لها النص؟؟
لتنتهي تلك الكرة الصغيرة بحجب الرؤى والرؤيا
أمامي نص كتبته شاعرة سمّاها البحر" جمان"لذلك كوّنت النص بما يشبه اللؤلؤ استطاعت أن تغرف من بحر اللغة شعراً مذهلاً في تفاصيله ومواويله
القراءة الأولى للنص التي نمر بها على النص هي حالة من الفوضى الشعرية الجميلة 4 مقاطع من النص كتبت عمودية و4 مقاطع كتبت من الشعر الحر" التفعيلة ربما لا يكون ذلك من باب الصدفة في هذا النص, من يستطيع الكتابة بهذا الوعي وهذا التناغم الشعري الجميل والصور المبتكرة والقدرة على الخلق يستحيل أن تأتي النصوص لديه مصادفة, بحثت في النص عن رابط مشترك بين ال8 قصائد التي كتبتها " جمان" ووجدت عطش بائعة الكبريت يتسيد النص بشكل غريب, هو بالتأكيد ليس العطش للماء وحده فقط, بل وجدت في النص عطش البكاء /عطش الفرح /عطش الكتابة /عطش المشاعر /عطش الأمكنة والأزمنة/عطش الغناء/ عطش الصمت/ عطش الكلام/ تشبه تفاصيل النص تلك الحالة التي يتركها الجدب على التربة من تشقق وتكسر,دلالات العطش كثيرة في النص بشكل مرعب/ أَرْضِيْ يبَاس وْعُيُون الغِيْمْ عَطْشَانَة/ حَتَّى الزِّمَنْ ...مِنْ جفَافْ الحلْمْ قَهْوَانِي/ يجِفَّ الصُّوْت يَا دَلْو الكَلامْ ومَا لقِيْت رشَاه/ وذَابْلاَت الوَرْد/ ومَا لِقَى عَطْشَاه/ عَلَى ذِمَّة جفَافْ وْلِيْل ../ وَلا شَكْل السِّمَا وشْلُوْن/ أَدَوّرْ فِيْ هَجِيْرِيْ ظِلْـ
يصُبّ العشْبْ مِنْ مزْنِيْ/ أَحِسّ إنّ السِّمَا بالضِّيْقْ مزْدَحْمَة/ أَقَاسِمْهُمْ جِفَافِيْ وَأنْتِظِرْ ( رَحْمَةْ
سَحَابْ ) يْمَرِّرْ بصَدري مطَرْ تشْرِيْنْ
يهِزّ اليَاسْ مِنْ جِذْعَهْ وْيِقْتَحْمَهْ/ يَا التَّعَبَ تحْرثْ هَوَا صَدْرِيْ / ويتْكَسَّرْ طرِيْقَهْ تَحْتْ أًقْدَامِيْ/ أَنَا يَا هَالشِّتَـا عَطْشَـى/ وْرِيْـق الحـزْنْ بَلَّلْتَـه
تمَادَى بِيْ جفَافْ المَا / وَانَا ابْنِي مِنْ حَنِيْنِي بِيْـتْ
أَدَّوِّرْ قَلْـبْ يِشْبَهْنِـيْ ..ومَـرِّ العُمْـر مَـا نِلْتَـه
جميع الدلالات السابقة في النص صور بالغة العطش لنص مرتوي شعرا وربما أجمل من يرى صورة الماء هم العطشى لذلك كان النص متفرداً وكانت "جمان" قادرة على التحكم في وحدة النص لم تشطح عن الهم الأساسي في النص وحين نعيد قراءات النص نجد أنها وإن لم تذكر العطش في دلالاته الواضحة الا انها تفتح الباب لتأويل عطش من نوع آخر قد يختلف عن التعبير المجازي لكلمة عطش لنبحث هنا في هذه الصور:
تَبَّتْ يدِيْن الغِيَاب/ / ويمْلاَنِيْ.. صدَى غِيَّابْ/ وأنَا مِنْ عَامْ
أَجُوْب الحلْمْ/ هِنَا كِلَّ البلادْ الغَايْبَة.. تِقْرَا مَلامِحْهَا.. عَلَى وَجْهِيْ/ جَنِِيْتْ أَقْسِى مسَافَـات الغِيَـابْ وضَاعَـتْ أَسْئِلْتَـه
في المقاطع السابقة دلالات كثيرة للغياب الذي يثبت عطش الحضور الذي ربما يكون أكثر إنهاكاً من عطش الماء,حالة شعرية تتأرجح بين العطش بكل تفاصيله وملامحه وبين حالاته الأخرى التي قد لا تؤدي إلى الماء استطاعت" جمان" أن تنسج نصاً شعرياً مرتوياً بعطشه وصوره الشعرية المتقنة البناء بتقنية شعرية عالية الفرادة
لنبحث عن عطش آخر وبصورة مختلفة عن ما سبق لتوثيق حالة الظمأ التي اعترت كاتبة النص في تفاصيل بسيطة تؤدي لنهايات عميقة:
ويملِّنِي الليْل/ مِنْ دَلِّنِي الليْل/ واللِّيَالِي جرْد/ والنَّهَارْ أعْمَى/ عَلَى ذِمَّة جفَافْ وْلِيْل/ ومِيْلادْ السَّهَر/ وَأَنَا مَـ اعْرِفْ.. طرِيْق الصُّبْح فِيْ عِيْنِيْ/ ويَاخِذْنِيْ المسَا مِنِّي/ تَحَتْ شُرْفَةْ مسَا مُرْهَقْ / برُكْنْ و شَارِعْ و ظَلْمَا / زَهَابِيْ لَلْمسَا بَـرْدْ وْحَنِيْـن / أَمَانِـيْ / والسَّهَـرْ وَاقِـفْ /
وهنا تستمر" جمان في عزف سيمفونية عطش بائعة الكبريت بشكل متقن أعادت للسلم الموسيقي ترتيباً جديداً يبدأ بالعطش وينتهي بالماء/ الشعر في التفاصيل السابقة عطش للنور وسط هذه العتمة التي تستفحل وترمي بردائها على صباحات" جمان" والتي لم تأخذ من الصباح سوى " حكايا" لا تنتهي لكنها لا تؤدي إلى النور, " جمان" شاعرة ليست أكثر همومها أن يقال لها من يكتب لك؟ وليست آخر غيومها أن يقال لها هذا الشعر الذي تكتبين مدهش هي تكتب فقط لترتوي
تقول:
زَهَابِيْ لَلْمسَا بَـرْدْ وْحَنِيْـن وْدَمْعَـة وْ [ يَالِيْـتْ ]
جمان قلتي" دمعة" وليست " دموع"
ليست الحكاية ضرورة وزن أو مفردة لتكملة البيت كل الحكاية انها :
دمعة واحدة فقط
وعطش للبكاء


وَقْتِيْ فَقِيْر وْحَكَايَا الصُّبْحْ تمْلانِي
............... والجَرْح شَرَّعْ شبَابِيْكَه و بِيْبَانَه
يمُرِّنِي العُمْر مُكْرَهْ ويْتَعَدَّانِي
.............. ويملِّنِي الليْل لِيْن تضِيْقْ جدْرَانَه
صَمْتِي شَرَحْه [ البِكِي ] والحُزْن غَنَّانِي
............... أَشْعَلْ ذُنُوْب الحَنِيْن ومَلَّ غُفْرَانَه
كنْت أَبْذر الشَّمْس فِي كَفِّيْ وأَلْقَانِي
................ عَلَى جَنَاح السِّمَا أَخْتَار لِي خَانَه
كَنَّا نطَرِّزْ ثِيَاب المَوْعِدِ الثَّانِي
................ كَان الأَمَلْ طفْلِنَا ونْقَبِّلْ اجْفَانَه
مِنْ دَلِّنِي الليْل وَاحْزَانِي هِيَ أحْزَانِي
............. أَرْضِيْ يبَاس وْعُيُون الغِيْمْ عَطْشَانَة
تَبَّتْ يدِيْن الغِيَاب اللِّيْ تَحَدَّانِي
................ عَيَّا ينَام انْتِظَارِيْ والوفَا خَانَه


[ هُرُوْبٌ مِنَ المَدْخَلِ ] :
حَتَّى الزِّمَنْ ...مِنْ جفَافْ الحلْمْ قَهْوَانِي
............ لِيْت الزِّمَنْ مَاقَرَا حَظِّيْ بفِنْجَانَه



[ ..... ]
عَلَى حَدّ العَطَشْ والمَاءْ هَارِبْ واللِّيَالِي جرْد
ـــــ يجِفَّ الصُّوْت يَا دَلْو الكَلامْ ومَا لقِيْت رشَاه
تَأَرْجَحْ بِي رُمَاد الوَقْتْ أَنَا والطَّاولَة والنَّرْد
ـــــ خَذَتْنَيْ ضَرْبَة الحَظَّ البِخِيْل اللِّي نسَى مَمْشَاه
وَأَنَا طِفْلَة تَهَاب الأَمْكِنَة والمدْخَنَة و البَرْد
ـــــــ تحَاولْ ترْسِم الأَحْلاَمْ بالأَلْوَان والفُرْشَاة
أَصَابِيْعِي مسَاكِيْنَ الطُّمُوحُ وذَابْلاَت الوَرْد
ـــــــ تلَوِّحْ والنَّهَارْ أعْمَى يدُوْر ومَا لِقَى عَطْشَاه
وَأَنَا تَغْرِيْبَةَ العُمْرَ القِدِيْم اللِّي كتِبْنِي سَرْد
ـــــ عَلَى سجَّادِتِي ينْبَتْ أَذَانَه والفَجرْ يغْشَاه
وتِنْدَهْلِيْ مَلامِحْهم
وذِكْرَاهُم
وتخْفضْ لِي جَنَاحْ الهَمّ
يْعَزْف الضِّيْقْ فِيْ صَدْرِي
ويمْلاَنِيْ
صدَى غِيَّابْ
تَرَا [ كِذْبَة ] إِذَا قَالَوْا :
ـــــــ [ إِذَا ضَاقْ الفضَا بِكْ غَنْ ]
خَذَتْ صُوْتِيْ أَغَانِي الرِّيْحْ
وهَذَا الضِّيْق مِنْ يُوْمَه
تُوَحَّدْ بِيْ
وْغَنّانِيْ

وأَلْقَانِيْ ..
عَلَى ذِمَّة جفَافْ وْلِيْل ..
أَنَادِِيْ مِنْ وَِرَا صُوْتِيْ
عَلَى أحْبَابِيْ
ومِيْلادْ السَّهَر يرسِم
حَكَايَاهُم
عَلَى بَابِي
وَأَنَا مَـ اعْرِفْ
طرِيْق الصُّبْح فِيْ عِيْنِيْ
وَلا شَكْل السِّمَا وشْلُوْن
وهُمْ يدْرُوْن
- والعُهْدَة عَلَى ظَنِّيْ -
بِأنِّيْ – وإنْ كتَبْنِي الصَّمْتْ -
/
أَدَوّرْ فِيْ هَجِيْرِيْ ظِلْـ
ـــــــ يصُبّ العشْبْ مِنْ مزْنِيْ
وَأَأشِّرْ بَآخِرَ أطْرَافْ الْـ
ـــــــ جِيَاعْ اللِّيْ مَلَوْا حزْنِيْ :
عَلَى صَدْرِيْ
هِنَا بَعْض الكَلام يشِيْخ
هِنَا كِلَّ البلادْ الغَايْبَة
تِقْرَا مَلامِحْهَا
عَلَى وَجْهِيْ
وتِهْجِرْنِيْ الأمَانِيْ والقصَايِدْ لِيْنْ
ــــــ أَحِسّ إنّ السِّمَا بالضِّيْقْ مزْدَحْمَة
وفِيْ كَفِّيْ : [ رَغِيْفْ وْ مَوْعِدْ وْ إِسْمِيْنْ ]
ــــــ أَقَاسِمْهُمْ جِفَافِيْ وَأنْتِظِرْ ( رَحْمَةْ
سَحَابْ ) يْمَرِّرْ بصَدري مطَرْ تشْرِيْنْ
ــــــ يهِزّ اليَاسْ مِنْ جِذْعَهْ وْيِقْتَحْمَهْ
ويَاخِذْنِيْ المسَا مِنِّي
ينَادِيْ كِذْبَة الأحْلاَمْ
وأنَا مِنْ عَامْ
أَجُوْب الحلْمْ
ويتْكَسَّرْ طرِيْقَهْ تَحْتْ أًقْدَامِيْ
ولا أَعْرفْ
أَدَارِيْنِيْ
/
\
/
تحَاولْ يَا التَّعَبَ تحْرثْ هَوَا صَدْرِيْ ؟! :[ أَنَا مَلِّيْتْ ]
سنِيْنْ عجَـافْ يَطْوِيْنِـيْ عَنَاهَـا وْ مَـا تَحَمَّلْتَـه
تَحَتْ شُرْفَةْ مسَا مُرْهَقْ يسُوْلفْنِـيْ الشِّتَـا ونْبِيْـت
نعِـدّ وْجِيْـه خِيْبَتْنَـا وْصُوْتِـي بالحـزِنْ شِلْتَـه
برُكْنْ و شَارِعْ و ظَلْمَا كَأَنِّـيْ [ بَائِعَـةْ كَبْرِيْـت ]
تشِبّ أَعْوَادْ وحْدَتْهَـا جِفَـا والصُّبْـح مَـا طِلْتَـه
زَهَابِيْ لَلْمسَا بَـرْدْ وْحَنِيْـن وْدَمْعَـة وْ [ يَالِيْـتْ ]
أَمَانِـيْ / والسَّهَـرْ وَاقِـفْ يكَلِّمْنِـيْ وَأَنَـا قِلْتَـه
عَزَفْت بأصْبِعِيْنِـيْ نَـايْ دُوْزَنْـت البُّكَـا غَنِّيْـت
سَرَقْـتْ أَفْـوَاه يشْرَبْهَـا الكَـلَام وْمَـا تَحَمَّلْـتَـه
زَرَعْـت بْتَكَّـة السَّاعَـة عَنَاوِيْنِـيْ بـلا تَوْقِيْـت
جَنِِيْتْ أَقْسِى مسَافَـات الغِيَـابْ وضَاعَـتْ أَسْئِلْتَـه
أَنَا مَاكِنْت أَحَسْب إِنَّ الغِيَابْ غْيَابْ لَـوْ مَـا جِيْـتْ
أَنَا يَا هَالشِّتَـا عَطْشَـى/ وْرِيْـق الحـزْنْ بَلَّلْتَـه
تمَادَى بِيْ جفَافْ المَا / وَانَا ابْنِي مِنْ حَنِيْنِي بِيْـتْ
أَدَّوِّرْ قَلْـبْ يِشْبَهْنِـيْ ..ومَـرِّ العُمْـر مَـا نِلْتَـه
"
"
"
"
شكرا جمان هذا العطش الذي إرتوت منه ذائقة المتلقي

 

عارف سرور غير متصل   رد مع اقتباس