منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - [ تَثليث واستدراك ] !
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-14-2010, 06:46 PM   #1
مروان إبراهيم
( كاتب )

الصورة الرمزية مروان إبراهيم

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 19

مروان إبراهيم غير متواجد حاليا

افتراضي [ تَثليث واستدراك ] !


غير قادرٍ
على ردِّ تصوّفي ..
ليسَ في وسعي فكُّ عصابةُ الكافِ ، حقّاً .. مدينٌ أنا لكِ بالزّهدِ .
أشدُّ من أزرِ هذه الطّريقةِ التي أحبُّكِ فيها ..
الإعتصامُ في الخارج ..
التّوتّر في حيّزٍ ضيّقٍ عندما يتحول لهلوسةٍ جامحةٍ ..
كأن أقولَ : [ تنورتك تحدثُ الفارقَ .. وأصابعي عبَثاً تقلّصه ] !



تسلّين الرّيح بأقدامك .. وأنا الّذي كنتُ أنتظرُ انقشاعَ السماء لأجعلَ هتافَنا ينفذُ إلى بعضهِ ،
أو أن تجرسين صوتي فتُفتَحُ لنا أبواب اليقين و ننفرٌ للقداسة الأولى .
تشيحينَ بوجهكِ فتُطلقُ أوردة جيدكِ شارةَ البدء .. بينما أنا في السباق المعاكس تماما .. يائساً أتوق لصوتِ الرصاص ..
تتنبّئين بأنّي ضمّةٌ خارج الإعراب تبتدع تكوراً فضيعاً فوق تاءٍ مفقودة ، تقشعّر من الفضاء ، ويفوح منها صرير الوحدة ..
تفاجئين وجهي بحدة السبابة حين نكون مشروعاً فاقَ تصوّراتِ هذا العالم ، تعيدين ترتيب ياقتي للطاولات وتنصتيني للمطارق كُل إشارة !

قادر أنا ..
على قصِّ شريط الكبرياء عند أوّل فكرةٍ جادّةٍ للعزلة ، وأن أرفع يدي معتذراً عن لقاء تعريفي
و إلتقاطة عمر ، وأن أخبأ في عيني يتامة طفل ..
قادر أنا .. على أن أذكرَ اسمَ الله عليكِ و أبكي عندما يمرُّ اسمُكِ أمام
غضبي .


لكنّكِ .. يا إلهي ..
كيف تبدين في الغياب أعمقَ توغّلاً في حنجرتي .. و أكثرَ الأحلام تحليقاً في الماء ، و أصدق انتماءاً لقلبي وكتفي وقميصي ..
كيف تفعلين بي ما لا أستطيع قوله :
تكونينَ سِراً يقودني بعارمِ التّهور إلى نيسانِ كواكبك ، إلى فورة العِنَبِ في شفاهِك ، إلى إبهامك السابِح في ثغرٍ على ناصيةِ الشهيق .
كيف لياسمينك الأحمر ..
أن يخرج فاتناً من تشققات التّعب ، يعيدُني إلى رائحةِ تاريخيّةٍ لمجرّةٍ كواكبها خلخالُكِ
كيف يموج بي بحرُكِ كلما لَجّني في غيابه , يَثير نوارسَهُ على مرأى لهفتي .. فتعقدُ روحي الثّائرةُ الجنون على الزّوارقِ الجائعة ،
أتشمّسُ في صمتكِ .. أتهجّأُ صدرك مرجاناً تلو آخر .. أفسح لأصابعي المجال لجسّ حرارة الأسماك ،
أعلن المغامرة عليك بعنف ... وأتعرّى في صَدفك !






كيف نغدو بعيدين ونحن العلامات الفارقة للحياة ؟
بعد أن حملنا اسمينا فوق قلبينا و اتقيّنا شرَّ الانتظار ،
بعد أن أنجزنا خبزا دافئاً ومشينا في طريقِ اللّهفةِ ونحن نشير لبيتنا على سنديانِ الشوق ،
بعد أن حفظنا الندبات الصغيرة فيْ جسدينا ..
كيفَ عثّر الجنون أقدامنا !
مولاتي ..
إن كانَ طريقُنا الموت .. منْ الأحرى أن نَرقصُه !
لا تضمّينَ يديكِ على خصركِ .. خصرك مداري المفضّل , حولهُ تثرثرُ كواكبي اشتعالاً ,
فقط خطوتين للأمام بفستان أسود مملوء بالبهاء والحتف .. تطلُّ شرفته على نهدين كالأجنحة ،
حركة بطيئة فقط لثقتك .. تَحطب نبضي للاشتعال ،
غفوةٌ قصيرةٌ لرمشكِ .. تلتهم دهشتي ..
نصف خطوةٍ سريعة .. وأقفزُ بها نحوَ رأسكِ , أمتطي صهوةَ أنفاسكِ ،
أعدو بعدها نحو الغابات .. فنحترق ،
وهكذا يتطا.. ا .. ا ... ا... ير طُهرنا للسماء !

 

التوقيع

:

[ أرشفة ..

مروان إبراهيم غير متصل   رد مع اقتباس