لا تقتليني باللحن الحزين للمرة الثانية ..سبق وأن قُتلت ، وانتهى مني كل شيء على أعتابك القاسية ، المتصلبة من يباس اللاءات..
ارحميني من نقرة العود هذه والمؤتلفة مع دمعة الناي الحزين ..وكله مع سواد الليل ولذعة الحنين قاتلي للمرة الألف يا حياتي ..
يا لحن الأسى الساجي ..يا ذِكَر الماضي الغافي، ويا لوعة الخافق من ظلم حبيبي ...دلني على موضع شبر على وجه هذه البسيطة أركن إليه عله يقبلني رغم مابي ...علّه ينساني لحظة غفلة شاردة من عمر الأيام، أنا لا أطلب حنوّ رفيق، ولا رحمة صديق، ولا وفاء شفيق، أنا هنا حبيس زاوية البعد ، ركين سدة الحيرة والوحدة ، أنا هنا أرسل الدمعة للدمعة تتوسل إليها رحمة متريثة، ووقفة متأنية ...
يا حبيبتي ..سبق الاعتراف سيف العقل فنبا عنه بك مجنوناً....
يا حبيبتي ..أخفق العذل من كل عاذل أن يبدلك في قرار وجهتي إلا أن يزيدك على القرار قراراً....
يا حبيبتي ..رفع البعد راية الاستسلام أن يصرفني عن تبتل القلب والقالب حتى رأيتك بعد البعد كما لو لم يخلق في الدنيا بُعدٌ.
يا حبيبتي...سرى الليل ، واحتواني ما كنت أجده بقربك ، فدعيني أموت هنا حتى يخفيني عن عينيك شحوبي، ونحولي ، ويأس صارف صادق أن لقاءنا علق اليوم على حبال المستحيل...نعم هو المستحيل.