ليس ذنبي ولا ذنبك أن تتحرك غيرة النساء مما أكتب لك فيظن بعض من قرأك في "مولاتي الأميرة" أن كلامي موجه إليها هي...!!!
وكيف يصدق ذاك يا مولاتي وما بيني وبينك أرفع بكثير من شوارد الظنون ، وحساسية الأفكار ...فدعي غيرتهن تزمجر ، وتزبد وترعد، كما شاءت، فمن حقهن ذلك حينما يقرأن حلياً من عسجد، وماسٍ لا من كلام ، وألفاظٍ..
وكما قلتِ لي يا حبيبتي قبل قليل : (لا يهمنا - يا حبيبي- ..فإن ما تخطه لي يمناك لا يكسر بل يجبر كل كسر، ولا يثلم بل يسد كل خلل، و لا يزداد إلا تعاظماً ، ونصاعة لا تخفى إلا على أكمهٍ لا يبصر القمرَ..وما يضر أن تغار البعض غيرة قاصفة رعود الألفاظ والسبب جلي في فلسفة الحرمان أن يكون لها مثلك يا أديبي وشاعري، وتاج راسي..).
ومع ذلك لا أراك مخالفتي يا مولاتي لو قلت:من تمام النظرة التكاملية للنص الأدبي أن يشترك قارئه مع كاتبه فيما يخص النص ذاته من فنية نقدية ، تنحصر فيه بعيدا عن التعلق بتلك النظرة المتخلفة لدى البعض في انحصار القراءة لديه حول نية الكاتب، وقصده من كتابته .
إن القاريء الواعي للأدب متحرر من خصوصية الحكم الشخصي على بواعث الكتابة عند الأديب ، متجافٍ بحكنته، وفطنته عن معكرات القراءة السليمة المنزوية بأصحابها في بوتقة الخصوصيات التي لا تفيد المنظمة الأدبية شيئا بقدر ما تهلك أصحابها بحثا ولهثا خلف سراب متطاير.
وحينما يترفع القاريء عن مماسة مالا دخل له به من خصوصيات الكاتب، حينها فقط يصدق عليه أنه شارك الآخرين أفكارهم، وفلسفاتهم.
وعلى ثقافة القاريء تتحدد تلك السمات المهمة...فالقاريء السطحي هو من يضع النص جانبا لأن نقطة فيه شككته في الكاتب ، أو أن الكاتب يعنيه هو في كتابته ..فيقف مليا عند هذه النقطة لا يتعداها إلى غيرها البتة ، لأن المسكين لا يملك من رقعة فهمه أكثر من هذا الشبر الذي ضاق به فتسمر عند نهايته .
كثيرا ما أصادف هذا النوع من القراء ، أدخل عليه وهو يلعن ، ويسب، ويقذف بالحمم من جوانبه ..فأسأله مالك؟؟ ليرد علي أن فلانا كان يعنيه هو في كتابته.. فأضحك حتى أكاد أسقط من وقفتي من هول ما أرى ..