لأنني فارقتك، ولأنني طويت آخر بساط توهمت يوما أنه الجامع المانع بيني وبينك ..تساءلت اليوم: هل تقسو الرياح فتتبع القدم أثرها؟؟ أم نحن القساة لا الرياح؟؟ ..وأدركت حينها أن الرياح مظلومة أمام غدر ابن آدم ، وتناسيه.
ولأنني بعدت عنك لظلمك ، وقسوة قلبك، وجفوة لسانك لم أدع الفرح إلا لأنني أدرجت بعدها في طي الجرح؛ فمن فرحك إلى جرحك، ومن قسوة الأيام إلى قسوتك، فأنت لا جديد لديك على الأيام إلا زيادة القسوة، وبعد غور الآه، فالآه تلو الآه، لأحشر بين يدي قلبي منك آهات الدنيا كلها .
ستستقبيلن بعدي جموع المهنئين بخلو ساحتك مني، ومن اسمي المزعج المتعب حيا وميتا، وستقيمين ليالي الأفراح على منضدة قتلي من بعدك؛ فأنا لا أنكر تشرب دمي بك رغم خلو دمك مني، ولو فتشتِ دمي فلن تجدي إلا كريات حبك تسد مرأى النظر من حدود أفقه.
هل استراح خاطرك بعدي ؟ كل عام وأنت بخير بمناسبة رحيلي عنك يا حبيبتي .