اليوم أكتب إليكِ مقتاتاً من زاد هذا الحرمان المقدر لنا وله العيش في طوله وعرضه، والصبر على برده وحرّه؛ أما برودته فلا تعرف الحركة حرصاً منه على سر المكان، وأما حره فهذه الحروف العشقية المزهرة في بريقها، والمحرقة في باطنها.
أنا أعلم أنك تتمنين مني أن أُضحك الحروف في كف الورق الآن ، وتتمنين أني أُرقصها فوق ميدان حبك هذا ..ولك الحق، فإن وجهك الذي لم أره إلا ببصر قلبي ضاحك رغم خطوط السياط في مستعرضه، أراه الآن أمامي يشرح معالم البشر في الدنيا بينما يفترُّ برعوم ثغره وهو يقبّل اسمي، ويذيبه مابين لَماه وأنة الآه.
لبيك يا روحي..سأضحكها الحروف ، وأُرقصها، وأحملها لتقرأك قبل قراءتك لها، وأودعها جديدك الساطي على أعماقي كل ثانية ..يا جديدة الحسن لم تفضَّ بكارته عيون الأنام.