سألتُك بحق الليالي المنصرمات ، وبحق كل نفَسٍ جرى بيننا فزادنا على وجوم الصمت عناقاً، وبحق فسحة العمر التي سمحتْ لنا يوماً بلقاء غريب أوانه، غريب مكانه، وزمانه، وبحق دقات قلبي الناطقة باسمك وأنت أوعى من يحس بها...بحق كل شيء بيننا لو أصحر الحظُّ أن يجمعنا من جديد، وأقحط العمر أنْ يرسمنا على مبسم الأمل من جديد، وأجدبتْ أيانع فرحتنا أن تورقنا باخضرارٍ من جديد ....فانتشقي من حروفي على البعد حنين الوفاء اليتيم، وضعيها على صفحات وجهك، ومفاتن خديك، فإن إحساسي بك سيخبرني، وسييشعرني يا غاليتي أن حدود الدنيا أمام حبنا لا قرار لها إلا كقرار الحلم من لون الحقيقة.
وقبّليها! بالله عليك قبّليها قبلتين: قبلةً تضاحكها، وأخرى تعزيها، قبلة تحضنها، وأخرى تواسيها، قبلة تهامسها، وأخرى تناغيها ..ولا تعجلي القبلة شاردة عنها، بل اتركيها على سجيتها تلاعب بنيات عشيقاتها، فما هي بالحروف الصامتة عندها، إنها لها ومنها، وفيها، ولملكها المطلق لا ترتد ولا تنثني.