تتميز نقاط الالتقاء بين الإثنين بصلاحية الديمومة الأبدية على وجه الأرض ،ولربما كان الأمر تخييلا لا أكثر ،وزيف قول لا أقل ،فما دام حب يجمع طرفي قلبين لعدم دوام القلب أصالة على حالة واحدة ،وإلا لم سمي قلبا؟ .ومن هنا رأيت في حياة المحبين مايشبه السحب العابرة من الأمنيات والأحلام ،تتجمع في ناظريهما الجائعين تجمع الطعام أمام الصائم حتى إذا بدأ الإفطار تناول النزر اليسير وترك الكثير.وبدت للوهلة الأولى تكبر مدينة الأحلام أمامهما مشيدة القصور ،مزركشة العمران ،لم يبق موضع أصبع فيها إلا وسد منهما بما لايخطر على بال،وكلها أمنيات جميلة جمال اللقاء الأول ،حالمة تائهة في تمنيها ..ثم ماذا ؟؟لابد أن تبدأ السكين في عملية القطع ،وتحويل الجنان الخضراء إلى قفار غبراء ،وكأني بهما يجلسان بعد الأماني يعدان الحصباء بين الأنامل لبون مابين المرحلتين.
هنا أديبتي ، وبالذات هنا سيسعفني القلم الليلة ليجول بسبابتي يمنة ويسرة في أماني السراب.