كانَ النبضُ مستكِيناً .. نُفضَ معكِ مُذ أولِ الاستدرَاك .. شُدت نفضتُه حَتى احتَال على نفسِه بنفسِه .. و أركدتُه الوحدَةِ .
يا هنوف .. كل هذا التعب الذي هدهدكِ تسعٌ و دقائِق .. أتى يحملُكِ سُنبلةً يانعة في تُربةٍ صالِحَة ، أتَى يُسابقُ اليقين : أن الزهر لم يُزهر بعد و أن الباطِنُ
احتفظ بِه بهدوء ، أتى يشكِي النهشَ في ذنبِ الدنيا و أن نابها العظِيم لم يقدِر أن يجرحكِ و اختار أن يُسلّمكِ الضعف ، أتى يجُر الشكوَى و بفم ٍ
احتفظ بـ واحدٍ و عشرين زفرةً دُون أن يُطلقها ، بكِ .. بي .. بكلِ الضمائِر الملقَاة على كفِ الهواءِ حينها .. ولم تتنفس.
رجفكِ الغائِب.. خيبةُ الحياة ، و صوتُكِ .. الهديل المطوِي مع سحابةٍ ناضبة ، وَ حرفكِ .. الحياةُ المخفِية في روْضٍ كريم ، و 1989 الشاهدةِ على
بكاء حناجرنا و الضيقةِ في صدورنا و الماضية في سبيل المَضي دُون أن تُعيد لنَا هيئاتُنا .. تُوقعُ الإدراكَ كله هُنا و تُهلكُنا . 