الليالي الجافلة نحو الفجر, حجرت مسيرتها لترتشف من هذه المحبرة, وتتعطر بهذه المعطرة, أجد في بطنا أزرَّة النجوم أصغر من رأس يراعي, فخالني ملكتها ولمستها, وما أنا إلا متوهم وورمٌ بمراهقة القلم وسكرة النشوان, أتحسس ماحولي فأجد طرف بردتك الممتدة على أطراف عرش الكلم الذي جعلته مناخ القوافل بين رحلتي الشعر والنثر, وما أن لمحت إلى طرف عينك حتى أردتدت يدي وكأني لم أرك ولم ترن, وعدت أبري اليراع, وأكتب وأمحو حتى خرمتِ الممحاةُ الرقيقة الرقاع, ونبشت حول هذا الخرم عدداً من أزاهير الوله والوجد والشوق والشغف والصباب والتيم .