((الإنحراف الإسلامي))
كان محباً للدليل والعمل به, منطلقاً من كتاب وسنة, طال عليه الأمد, لايريد أن يوصم بأنَّه ارتكس وبدل, فأستبقى من لحيته خيطاً رفيعاً وشنع على كل من يرى سنة إعفاء اللحية, أثقله حفظ الكتاب والسنة, فتوجه للرواية التي أصبحت موضة القراءة, فلم تعد تسمعه إلا ويحكي ويضرب الأمثلة ويستدل بماقال فلاسفة الغرب ورواتها, أغراه بريق التنمية البشرية ودوراتها, فتجهمها, وملأ الأدراج شهادات منها, وأرهق العمر في فهم النفسيات والقدرات, يقضي عمره في التبرء مما كان عليه, سواء باتهام نفسه أنه كان ضيق الأفق, أو يشرع في جلد الذات عن طريق رمي المجتمع بالإنغلاق والكراهية, والتخلف عن ركب العالم, ويرى أن الأولى الإنشغال بمالدينا من العيوب وترك الآخرين دون موازنة ونظر في حال الأمة التي استبيحت أرضها وعرضها ومالها وثقافتها, ليت شعري إلى أي تاريخ سنغرق في جلد الذات بهذه الطريقة, التي لاتنصرنا ولاتقوينا, ولاترد العدو عن أمتنا؟ .
وفي الجملة من كلامه الطعن في الدين والأمة وكيانها, وقطع لروابط الإنتماء, وسلك طريق الهوى, وتأسيس للجهل والتسطيح بمسميات ومصطلحات لم تعد تنطلي على أحد .
ياهذا لست أول من فعل هذا فقبلك كان المنافقون معجبون ومغرمون بالفرس والروم . إن احتقار الذات وجلدها بهذه الطريقة خلل في الفطرة, وماخلت أحد سيستقيم حاله وهو مختل الفطرة .
عد لأمتك وكتاب ربك وسنة نبيك, وأعلم أن الأمة تنصر بالغرباء وطائفة من الأمة لايضرهم من خذلهم وعاداهم إلى يوم القيامة, ولاتغريهم كثرة الباطل وأهله, ولاتضعفهم غربة الحق وضعف أهله .