ولقاء يتجدد كثرةً بباعث الكثرة الكثيرة من مزاياكِ العجيبة لا في فهمها؛ إنما في معرفة كيفية إنشائها، فهي مخلوقة فيك منك وبسببك بعد الكشف عن خاماتها الموهوبة لك من الخالق الأعلى جل جلاله. وتلك فطنة أنثوية أخرى تتبناها قامة إبداعك الخِلقية، فطفتْ على سطح قامتك الخُلقية بعد سريانها في أعماقها الغائرة.
وجاء هذا الصباح حاملاً منك وعنك جديد حرف أكتبه، وما ذاك إلا لأني أعيش معه طور حب لك أتلبسه؛ فأنتِ مخلوقة عجيبة علّمتني ماذا وكيف أكتب، لأنها في الوقت ذاته علمتني كيف أحب ..
وتلك هي طبيعة التقابل بين الذكر والأنثى كل منهما يستمد من صاحبه عريضة الاستدلال على ذاته عن طريق انعكاس الذاتين على بعضهما ، وما من أنثى تستعلي على حظوظ الرخْص في حياتها إلا وفي حقيقتها القدوة الاستدلالية للرجل ، ولولا هذه الشواغل الدونية في حياتها لبصّرت امرأةٌ واحدة آلاف الرجال كيف يقولون لنفوسهم بكل جدارة: نحن رجال . وفارق بين الرجولة والذكورة، في أن الأولى سمة الجبلة باصطحاب جميع المفاخر، والثانية جبلة محضة مجردة من تلك المفاخر . ولو أن الرجولة مقصورة على إثبات الورق الرسمي لأسأنا الظن في توجيه الكلمتين حين حلت إحداهما محل الأخرى..وهي كقصر الأنوثة على إثباتات الهوى ، حين تغيب عن إدراكاتها معاني الهدى، وبين الهوى والهدى قيام حرف، وإحلال آخر ، كذلك بين الجنس وصورته قيام حقيقة وإحلال صورة.