منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - الوفا وكفى ...
الموضوع: الوفا وكفى ...
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-23-2010, 01:29 PM   #1
معيض أحمد العمري
( شاعر )

افتراضي الوفا وكفى ...


ثلاث صفات تجعلني اضع للطرف الآخر مكانآ في عليين قلبي ،الوفاء، والكرم، والشجاعه.
هذه الصفات الثلاثه هي الساحقه الماحيه لكل عيوب الآخر
فقد يظهر لك في الشخص عيوب كثيره ولكن لو اكتشفت في لحظه انه وفي أوكريم أو شجاع،فبدون شعور ستنمحي كل عيوبه من مخيلتك...
وأكثر هذه الصفات قربآ من قلبي وأرغب بالكتابه عنها جليآ هي صفة الوفاء،
فإن الوفاء خلق عظيم ووشاح من ذهب ترتديه القلوب، وهو نبض الاخلاق فإن لاحياة شريفة نبيلة طاهرة بدونه،
وقد قيل : القلوب سحاب والوفاء مطر..
وانني دائما اقول ان الحب هو الصراط المستقيم بين الروح والروح لايجتازه الا الاوفياء..


يحكى أن رجل من بلد تعرف على رجل في بلد آخر وتكونت بينهما صداقه حميمه
بعد مضي سنوات دعى احدهم صديقه لحضور مناسبة الخطوبه
استجاب له صديقه ومن عظمة صداقتهما انه حظر قبل الخطوبه بأسبوعين ليقوم بمساعدته ومشاركته..
في احد الأيام كانا خارجين من المنزل لقضاء بعض الحاجيات من السوق
خرج الصديق (الضيف) من الباب وفي اثناء خروجه شاهد فتاه جميله في المنزل المقابل كانت تقوم بتنظيف المدخل( طبعا هذه الفتاه هي التي يريد صديقه خطبتها)
غض بصره.. وانتظر صديقه وخرجا الى السوق وعادا
بعد يومين كان الصديق (الضيف) جالسا يفكر وسارح بخياله
شاهده صديقه فسأله عن مابه
قال له: أنا لاأخفي عنك سرآ وسأصارحك
شاهدت فتاه أسرت عقلي وقلبي عند باب المنزل المجاور لكم
ولا أعلم ماذا حدث لي منذ يومين أفكربها...
قال صديقه وهو يكن سر أن الفتاه خطيبته: هل تريد أن أخطبها لك؟
فرح صديقه فرحآ شديدا وقال: هل ياترى سيوافقون فأنا غريب عن بلدكم
ابتسم صديقه وقال: ان شاء الله
المهم بأحداث كثيره وبأفكار اخترعها الصديق واقنع بها آل خطيبته سابقا
زوج صديقه الضيف وأقام له عرس كبير
بعد مضي شهرين قال الصديق (الضيف): ياصديقي لي فتره طويله ولم أراك خطبت اي فتاه. متى ياترى ؟ وأقسم أن تكاليف الخطوبه علي؟
ابتسم صديقه وقال: أنا لاأخفيك سرآ وسأصارحك . زوجتك التي تزوجتها هي التي كنت سأتزوجها وكنت انوي خطبتها ولكني حرمتها على نفسي الى يوم الدين
من اجلك ياصديقي،...
بكى الصديق الضيف بكاء عظيما ولكن لايستطيع أن يفعل شيئا فلو طلقها فلن يتزوجها صديقه لأنه حرمها على نفسه..
المهم مرت ايام ورجع الصديق (الضيف) لبلاده..
بعد مرور ثلاث سنوات تغيرت الاحوال على الرجل الذي زوج خطيبته لصديقه
ومر بضائقه ماليه كبيره وباع بيته وتدهورت معيشته ولم يطيق البقاء في بلاده
اتصل على صديقه وأخبره بكل شيء
المهم قام الصديق الآخر بتجهير كافة سبل السفر لصديقه .. وسافر.. ووصل الى البلاد المقصوده
والى منزل صديقه وكان منزل كبير وفخم
يدل على الثراء
انتظر عند الباب نصف ساعه وأدخلوه صالة الضيوف وانتظر نصف ساعه أخرى هناك..
بعد ذلك دخل عليه صديقه
وقابله بكل برود وكان مجهم الوجه مكشر الملامح حتى أنه جلس بدون أن يصافح صديقه الذي ضحى بسعادته من أجله
غضب الصديق (الضيف) وانكسر قلبه واستأذن وخرج
عند خروجه من القصر وانتظاره على الرصيف ناداه رجل كبير السن وقال له: اتوقع انك لست من بلادنا هل تبحث عن عمل؟
قال له بدون تردد: نعم ابحث عن عمل
قال له الرجل: تعال اعمل عندي في احدى محلاتي التجاريه وان كنت ذو أمانه فسوف اجعلك مدير على فرع من فروع شركتي..
وافق على العرض وعمل عند هذا الرجل وكان أمينا وصاحب اخلاق رفيعه ومتقن للعمل
بعد مضي سنه قال له الرجل: سأكتب فرع شركتي في هذه البلده بإسمك وستكون ملك لك واني أحببتك في الله وارغب بتزويجك ابنتي فهل انت موافق؟
قال : لي الشرف ياعمي وكيف لاأوافق... وفي اثناء لحظات الفرح تذكر صديقه الذي أخلف ظنونه وكسر قلبه وفكر أن يدعوه لحفل زواجه ويفضحه أمام الناس...
وفي ليلة الزواج وكان المعازيم في صالة الضيوف وقف الصديق(العريس) وذهب الى صديقه وأخذ بيده وأوقفه وقال: ياناس هذا صديقي وسأسرد لكم قصتنا مع بعضنا واحكموا بينا لأرتاح من حزن في قلبي وألم يعتصر روحي...
وعندما هم بسرد القصه
قال له صديقه:
لاتحكي حكايتك سأختصر لك:
الرجل كبير السن الذي وجد لك عملا وكتب لك كل هذه الاملاك بإسمك وزوجك ابنته
هو: أبي
والله ياصديقي لم أجد طريقه لأكافئك بها غير هذه الطريقه.......
انتهت القصه


من قرأ القصه بتمعن فإن عيناه حتمآ ستدمع وان لم تدمع فسيشعر بالدمع في قلبه
هذا هو الوفاء وهذه هي افعاله العظمى .
احدهم انتقدني لإني أردد بإستمرار كلمة الأوفياء وقال من باب المزاح : طيب ياخي غير ،،قول: الكرماء
قلت له: اذا كان الوفاء , فإنّ كل الصفات تكون.
الوفا . وكفى

 

معيض أحمد العمري غير متصل   رد مع اقتباس