كنتُ أنتظرها الليلة لكنني فوجئتُ بهذا التوديع
حسناً
لقد كانت جميلةً و مغريةً أكثر من النومِ و عشاء الأهل و وجهِ الكتاب
أقتَلِعُني من بين ركام الزحام الفارغ لأتكئَ بها حتى أظن أنني كاهنٌ أو صدّيق!
و حين كنتُ محلّ الشيفرة كنتُ كـ عصفورٍ جناحاه الأرض كلّها
أشبعتم المكان الفارغَ من الإنتصارِ فينا كـ قراء , كـ شعراء , كـ أبعادٍ لم تجد أبعاداً لتحدث نفسها عن شعرِ هذا و جنون ذاك و تصفق لنَفسِها بعد ذلك !
لا أنسى أنني تذكرتُ بها أن الشعر هوَ الإنسان هوَ الشاعر , ملامحُهُ ملامحُهُ وإن كان يبكي و إن كان في حفلة تنكرٍ عارمة
لاشك وأن روح الشعرِ بها كانت طاغية حدّ حبّ الشعر و لحظته .
كانت أرواح الزملاء فيها جليّة , عرفتُ كثيراً منهم و فيهم من خلالها .. رؤيةٌ بها تتقد الخطوة و تتجلى الرؤى عنهم
أقرؤهم , أفتقدهم , أُكبِرهم , أكتبهم , أسبر فكرهم , أسرق منهم جزء رؤاهم و أمضي بها إليّ ,
أغار منهم بعد حين : )
أشياءٌ جمة لم تكن إلا في صبح يوم عيد و كـ صبح يوم عيد .
ما أعتز به جداً هو العثرات التي أكتشف بها الطريق
إضافةً عظيمة لم تزل , فمن كنتُ قد قرأتهُ .. قرأته كـ ربيع يجمّلني كل ما جاء , و من لم أكن قرأتُهُ كنتُ كـ ربيع بقراءتِه
كانت و لم تزل كذلك استدراكاً جزيلاً للقراءة الناقصة بإطلاق الإفتراضات على غير اتجاه صحيح
مرةً حين اعتمدتُ على رأي صديقتي و أخطأت لأنني لم أفكر جيداً - إذ لم أكن أريد أن أفكر بجدية - : )
و مرةً حين نُبهتُ إلى أن الشعر لا يكترث بالجغرافيا
و أخرى حين اعتمدتُ على ذاكرتي لشاعرٍ غبتُ عنه فيها شهرين و أيقنتُ أن الشعر يكيل بمكيالين فإن أحببناهُ مرة أحبّنَا مرتين و إن قطعناهُ دهراً قطعَنَا دهرين.
و و و .. و في كل ليلةٍ من لياليها يتخبأ لي أمر ثمين أصبح به أثمن.
شكراً لأصدقاء الشيفرة , كانت بهم الليالي تطيب .
والشكر لله عليكم شكراً كثيرا أيا أبعاد
أما أنت/م الشعر الشعبي, فـ بِسُبُلِكُم الخضراءُ نتّقد , نكتب , نُضِيء , نُضَاء
شكراً لكم , كما لم تقال من قبل .
كما أنني حزينة الليلة .