(الموروث) هو مصطلح له إشكاليته في الأساس بغض النظر عن مضمونه, فكلمة موروث حين نطلقها يتبادر للذهن أنها أشياء الناس التي كانوا يستخدمونها في حياتهم الدنيا, ومايصحبها من عادات وتقاليد تختلف من بيئة لبيئة, فلذا كان المصطلح مطية للتيار التغريبي ليمرر من عليه مايريد من أفكار تهز ثوابت الأمة وتبدلها كما حصل في دول مجاورة, ولو تأملنا منهج الإسلام في هذا الشأن لوجدنا أنه دوماً يحافظ على الضرورات الخمس : النفس والعقل والدين والمال والعرض, فالنبي عليه الصلاة والسلام قال ((إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)) فكل شيء وجد الناس عليه من هذا الشأن تممه وقننه وشرعه اللهُ تعالى, وكل شيء من أمور الدنيا تنفع المؤمنين أتى بها من الفرس والروم كما في شأن تجييش الجيوش وطرق الحرب وقصة الخندق خير شاهد, ثم أتم بعده الصحابة في شأن الدوواين وبيت المال. أما مايجري على سطح الواقع الآن فهو هدم للقيم تحت أنها من القديم والموروث, وجلب مالدى الغرب من قيمٍ منحطة لاتمت للتنمية بصلة, فهل سمعت من ينادي بإنشاء مراكز بحوث علمية, هل سمعت بمن ينادي لفتح مصانع تكفي حاجة المواطن وتخفف من الأعباء الاقتصادية, والقائمة تطول. وثق أن أي أمة تساوم على ثوابتها وقيمها وثقافتها, لن تنال شيئاً من الآخرة ولامن الدنيا .